Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 18-37)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عز وجل : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } أي تساقون إلى الحساب والقصاص وقراءة الكتب ، ويقال تعرضون على الله تعالى كقوله { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَا } [ الكهف : 48 ] ثم قال : { لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } يعني لا يخفى على الله منكم ولا من أعمالكم شيء قرأ حمزة والكسائي ( لا يخفى ) والباقون بالتاء بلفظ التأنيث لأن لفظ خافية مؤنث ومن قرأ بالياء انصرف إلى المعنى يعني لا يخفى منكم خاف والهاء ألحقت للمبالغة ثم قال عز وجل : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } يعني : كتابه الذي عمله فرأى فيه الحسنات فسر بذلك { فَيَقُولُ } لأصحابه { هَاؤُمُ } يعني تعالوا { ٱقْرَؤُاْ كِتَـٰبيَهْ } قال القتبي هاؤم في اللغة بمنزلة خذ وتناول ويقال للاثنين هاؤما وللجماعة هاؤموا والأصل هاكم فحذفوا الكاف وأبدلوها همزة ، وروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال بلغني أنهم يعرضون ثلاث عرضات فأما عرضتان فهما الخصومات والمعاذير وأما الثالثة فتطاير الصحف في الأيدي ، وروى عبد الله بن مسعود نحو هذا ثم قال : { إِنّى ظَنَنتُ أَنّى مُلَـٰقٍ حِسَابِيَهْ } يعني : أيقنت وعلمت أني أحاسب قال الله تعالى - { فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } يعني : في عيش مرضي { فِى جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } يعني مرتفعة { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } يعني اجتناء ثمارها قريب يعني شجرها قريب يتناوله القائم والقاعد فيقال لهم { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً } يعني كلوا من ثمار الجنة واشربوا من شرابها هينئاً يعني طيباً بلا داء ، ويقال حلال لا إثم فيه { بِمَا أَسْلَفْتُمْ } يعني : بما عملتم وقدمتم { فِى ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } يعني : في الدنيا ، ويقال بما عملتم من الأعمال الصالحة في الأيام الماضية يعني في الدنيا { وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَـٰبَهُ بِشِمَالِهِ } روي عن ابن عباس أنه قال : الآية الأولى نزلت في أبي سلمة بن عبد الأسد وهذه الآية في الأسود بن عبد الأسد ، ويقال في جميع المؤمنين وفي جميع الكفار { فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِى لَمْ أُوتَ كِتَـٰبِيَهْ } يعني : لم أعط كتابيه { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } يعني : لم أعلم ما حسابي قوله تعالى : { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } يا ليتني تركت على الموتة الأولى بين النفختين ، ويقال يا ليتها كانت القاضية يعني المنية ، قال مقاتل : يتمنى الموت { مَا أَغْنَىٰ عَنّى مَالِيَهْ } يعني ما أرى ينفعني مالي الذي جمعت في الدنيا { هَلَكَ عَنّى سُلْطَـٰنِيَهْ } يعني : بطل عني عذرِي وحجتي يقول الله تعالى { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } يعني ؛ بالأغلال الثّقال { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ } يعني أدخلوه { ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاْسْلُكُوهُ } يعني : أدخلوه في تلك السلسلة { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } يعني : لا يصدق بالله العظيم { وَلاَ يَحُضُّ } يعني لا يحث نفسه ولا غيره { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } يعني ؛ لا يطعم المسكين في الدنيا { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَـٰهُنَا حَمِيمٌ } يعني : قريب يمنع منه شيئاً يعني أحداً يمنع من العذاب { وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } يعني ؛ ليس له فيها طعام إلا من غسلين ، وروى عكرمة عن ابن عباس قال لا أدري ما الغسلين ، وروي عنه أنه قال الغسلين ما يسقط عن عروقهم وذاب من أجسادهم ، وقال القتبي هو فعلين من غسلت فكأنه غسالة { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَـٰطِئُونَ } يعني : المشركين وروى عكرمة عن ابن عباس أن رجلاً قرأ عنده لا يأكله إلا الخاطئون وقال ابن عباس كلنا نخطىء ولكن لا يأكله إلا الخاطئون يعني : العاصين الكافرين .