Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 1-7)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الۤمۤصۤ } قال ابن عباس يعني أنا الله أعلم وأفصل ، معناه أعلم بأمور الخلق وأفصل الأحكام والأمور والمقادير ، وليس لي شريك في تدبير الخلق : ويقال : معناه أنا الله المصور ويقال : أنا الله الناصر ، ويقال : أنا الله الصادق . وروى معمر بن قتادة قال : إنه إسم من أسماء القرآن . ويقال هو قسم . { كِتَـٰبٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ } يعني أن هذا الكتاب أُنزل إليك يا محمد { فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } أي فلا يقعن في قلبك شك منه ، من القرآن . أنه من الله عز وجل فالخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمراد به غيره . كقوله : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكَ } [ يونس : 94 ] . ويقال { فَلاَ يَكُن فِى صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ } أي فلا يضيقن صدرك بتكذيبهم إياك كقوله عز وجل : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ الشعراء : 3 ] والحرج في اللغة هو الضيق . ثم قال : { لِتُنذِرَ بِهِ } على معنى التقديم يعني كتاب أنزلناه إليك لتنذر به ، أي لتخوف بالقرآن أهل مكة { وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } أي . وعظة للمؤمنين الذين يتبعونك ثم قال : { ٱتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُمْ } أي صدقوا واعملوا بما أنزل على نبيكم محمد - صلى الله عليه وسلم - من القرآن ويقرؤه عليكم . { وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء } أي ولا تتخذوا من دون الله أرباباً ولا تعبدوا غيره . ثم أخبر عنهم فقال { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } " ما " صلة في الكلام ، ومعناه قليلاً تتعظون يعني إنهم لا يتعظون به شيئاً . قرأ ابن عامر يَتَذَكَّرُونَ على لفظ المغايبة بالياء وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر تَذَّكَّرُونَ بالتاء على معنى المخاطبة بتشديد الذال والكاف لأن أصله تتذكرون ، فأدغم إحدى التاءين في الذال . وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص تَذَكَّرون بتخفيف الذال فأسقط التشديد للتخفيف . ثم خوفهم فقال { وَكَم مّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَـٰهَا } معناه وكم من أهل قرية وعظناهم فلم يتعظوا فأهلكناهم { فَجَاءهَا بَأْسُنَا } أي جاءها عذابنا بعد التكذيب { بَيَاتًا } أي ليلاً ، سمي الليل بياتاً لأنه يبات فيه { أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } عند القيلولة فإن لم تتعظوا أنتم يأتيكم العذاب ليلاً أو نهاراً كما أتاهم . ثم أخبر عن حال من أتاهم العذاب فقال { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلا أَن قَالُواْ } أي لم يكن قولهم حين جاءهم العذاب ولم تكن لهم حيلة إلا أنهم تضرعو قالوا { إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } أي ظلمنا أنفسنا بترك طاعة ربنا من التوحيد . يعني إن قولهم بعدما جاءهم العذاب . يعني الهلاك لم ينفعهم . فاعتبروا بهم فإنكم إذا جاءكم العذاب لا ينفعكم التضرع . ثم أخبر عن حال يوم القيامة فقال { فَلَنَسْـئَلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ } يعني الأمم لنسألنهم هل بلغكم الرسل ما أرسلوا به إليكم وماذا أجبتم الرسل { وَلَنَسْأَلَنَّ ٱلْمُرْسَلِينَ } عن تبليغ الرسالة وهذا كقوله عز وجل { لِّيَسْأَلَ ٱلصَّـٰدِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ } [ الأحزاب : 8 ] ثم قال تعالى { فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ } أي فلنخبرنهم بما عملوا في الدنيا ببيان وعلم منا { وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ } عَمّا بلغت الرسل وعما ردَّ عليهم قومهم ، ومعناه وما كنا نسألهم لنعلم ذلك ولكن نسألهم حجةً عليهم .