Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 1-14)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ } يعني : جعله الله رسولاً إلى قومه { أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ } يعني أن خوف قومك بالنار لكي يؤمنوا بالله { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } يعني : الطوفان والغرق { قَالَ } لهم نوح عليه السلام { يَا قَوْمِ إِنَّى لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } يعني قال نوح لقومه أنبئكم بلغة تعرفونها { أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } يعني أنذركم وأقول لكم اعبدوا الله يعني وحدوا الله { وَٱتَّقُوهُ } يعني واخشوه واجتنبوا معاصيه { وَأَطِيعُونِ } فيما آمركم { يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ } يعني ذنوبكم ومن صلة { وَيُؤَخّرْكُمْ } يعني يؤجلكم { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } يعني إلى منتهى آجالكم { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ } يعني إن عذاب الله { إِذَا جَاء لاَ يُؤَخَّرُ } يعني لا يستطيع أن يؤخره أحد { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } يعني لو كان لكم علم تنتفعون به قوله تعالى { قَالَ رَبِّ } يعني دعا نوح بعد ما كذبوه في طول المدة قال رب يعني يا رب { إِنّى دَعَوْتُ قَوْمِى } إلى التوحيد { لَيْلاً وَنَهَاراً } يعني في كل وقت سراً وعلانية { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِى إِلاَّ فِرَاراً } يعني إلى التوحيد تباعداً من الإيمان قال عز وجل { وَإِنّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ } إلى التوحيد { لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ أَصَـٰبِعَهُمْ فِى ءاذٰنِهِمْ } يعني لا يسمعون دعائي { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } يعني غطوا رؤوسهم بثيابهم لكي لا يسمعوا كلامي { وَأَصَرُّواْ } يعني أقاموا على الكفر والشرك { وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } يعني تكبروا عن الإيمان تكبراً . قوله تعالى { ثُمَّ إِنّى دَعَوْتُهُمْ جِهَـٰراً } يعني دعوتهم إلى الإيمان علانية من غير خفية { ثُمَّ إِنّى أَعْلَنْتُ لَهُمْ } يعني صحت لهم { وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } يعني خلطت دعاءهم بالعلانية بدعائهم في السر { فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } يعني توبوا وارجعوا من ذنوبكم يعني الشرك والفواحش { إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } يعني غفاراً لمن تاب من الشرك { يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً } يعني المطر دائماً كلما احتاجوا إليه { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ } يعني يعطيكم أموالاً وأولاداً { وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ } يعني البساتين { وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } يعني في الجنات قوله تعالى { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } ما لكم لا تخافون لله عظمة في التوحيد وهو قول الكلبي ومقاتل ، وقال قتادة مالكم لا ترجون لله عاقبة ، ويقال ما لكم لا ترجون عاقبة الإيمان يعني في الجنة ، وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال مالكم لا تعلمون حق عظمته ، وقال مجاهد مالكم لا ترجون لله عظمة { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } يعني خلقاً بعد خلق ، وحالاً بعد حال نطفة ثم علقة ثم مضغة . فمعناه مالكم لا توحدون وقد خلقكم يعني ضروباً ، ويقال أراد به اختلاف الأخلاق والمنطق ، ويقال أراد به المناظرة .