Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 22-36)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عز وجل : { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِى نَعِيم عَلَى ٱلأَرَائِكِ يَنظُرُونَ } يعني : المؤمنين الصالحين لفي نعيم في الجنة على الأرائك ينظرون يعني على سرر في الحجال ينظرون إلى أهل النار ، ويقال ينظرون إلى عدوهم حين يعذبون { تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } يعني : أثر النعمة وسرورهم في وجوههم ظاهر { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } يعني : يسقون خمراً بيضاء ، وقال الزجاج الرحيق الشراب الذي لا غش فيه ، قال القتبي الرحيق الخمر العتيقة ، ثم قال { مَّخْتُومٍ خِتَـٰمُهُ مِسْكٌ } يعني : إذا شرب منه رجل وجد عند فراغه من الشراب ريح المسك قرأ الكسائي مسك ، وروي عن الضحاك أنه قرأ مثله والباقون ختامه مسك ومعناهما واحد ، والخاتم اسم والختام مصدر يعني يجد شاربه ريح المسك حين ينزع الإناء من فيه ثم قال عز وجل : { وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَـٰفِسُونَ } يعني : بمثل هذا الثواب فليتبادر المتبادرون ، ويقال فليتحاسد المتحاسدون ويقال فليواظب المواظبون وليجتهد المجتهدون وهذا كما قال لمثل هذا فليعمل العاملون ثم قال { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } يعني : مزاج الخمر من ماء اسمه تسنيم وهو من أشرف الشراب في الجنة وإنما سمي تسنيماً لأنه يتسنم عليهم فينصب عليهم انصباباً ، وقال عكرمة ألم تسمع إلى قول الرجل يقول إني لفي السنام من قومه فهو في السنام من الشراب ، وقال القتبي أصله من سنام البعير يعني المرتفع ثم وصفه فقال عز وجل : { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } يعني : التسنيم عيناً يشرب بها المقربون صرفاً ويمزج لأصحاب اليمين ثم قال عز وجل : { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } يعني : أشركوا { كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ يَضْحَكُونَ } يعني : من ضعفاء المؤمنين يضحكون ويسخرون ويستهزؤون بهم { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } يعني : يطعنون ويغتابون وذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مر بنفر من المنافقين ومعه نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون ، ويقال حكاية عن كفار مكة أنهم كانوا يضحكون من ضعفاء المسلمين وإذا مروا بهم وهم جلوس يتغامزون يعني يتطاعنون بينهم ويقولون هؤلاء الكسالى { وَإِذَا ٱنقَلَبُواْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } يعني : رجعوا معجبين بما هم فيه { وَإِذَا رَأَوْهُمْ } يعني : رأوا المؤمنين { قَالُواْ إِنَّ هَـؤُلاَء لَضَالُّونَ } يعني : تركوا طريقهم { وَمَا أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَـٰفِظِينَ } يعني : يعني ما أرسل هؤلاء حافظين على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ليحفظوا عليهم أعمالهم ، قال مقاتل : هذا كله في المنافقين يعني ما وكل المنافقون بالمؤمنين يحفظون عليهم أعمالهم ، قرأ عاصم [ في رواية حفص ] انقلبوا فكهين بغير ألف وفي رواية حفص والباقون بالألف ومعناهما واحد وقال بعضهم فاكهين ناعمين فكهين فرحين .