Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 87, Ayat: 6-13)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عز وجل : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } يعني : سنعلمك القرآن وينزل عليك فلا تنسى إلا ما شاء الله ، يعني قد شاء الله أن لا تنسى القرآن فلم ينس القرآن بعد نزول هذه الآية . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأخذ في قراءته قبل أن يفرغ جبريل عليه السلام مخافة أن ينساه ويقال " سنقرئك فلا تنسى " يعني : سنحفظ عليك حتى لا تنسى شيئاً ، ويقال إن جبريل عليه السلام كان ينزل عليه في كل زمان ويقرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويبين له ما نسخ فذلك قوله { إِلاَّ مَا شَاء ٱللَّهُ } يعني : إلا ما شاء الله أن يرفعه وينسخه ويذهب من قلبك ثم قال تعالى : { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } يعني : يعلم العلانية والسر ، ويقال ما يجهر به الإمام في الفجر والمغرب والعشاء والجمعة وما يخفى يعني : في الظهر والعصر والسنن ، ويقال " يعلم " ما يظهر من أفعال العباد وأقوالهم " وما يخفى " من أقوالهم وأفعالهم ، ويقال " يعلم " ما عمل العباد " وما يخفى " يعني ما لم يعملوه وهم عاملوه ثم قال عز وجل : { وَنُيَسّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } يعني : سنهوّن عليك حفظ القرآن وتبليغ الرسالة ، ويقال يعني : نعينك على الطاعة ، قوله تعالى : { فَذَكّرْ } يعني : فعِظْ بالقرآن الناس { إِن نَّفَعَتِ ٱلذّكْرَىٰ } يعني : إن نفعتهم العظة ومعناه ما نفعت العظة بالقرآن إلا لمن يخشى ويقال إن نفعت الذكرى يعني إن قولك ودعوتك تنفع لكل قلب عاقل ويقال ( سنيسرك لليسرى ) يعني : نهون عليك عمل أهل الجنة ثم قال : { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } يعني : يتعظ بالقرآن من يخشى الله تعالى ويسلم ويقال معناه سيتعظ ويؤمن ويعمل صالحاً من يخشى قلبه من عذاب الله تعالى { وَيَتَجَنَّبُهَا } يعني : يتباعد عنها يعني عن عظتك { ٱلأَشْقَى } يعني : الشقي الذي وجب في علم الله تعالى أنه يدخل النار مثل الوليد وأبي جهل ومن كان مثل حالهما { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } يعني : يدخل يوم القيامة النار الكبرى يعني : النار العظمى لأن نار الدنيا هي النار الصغرى ونار الآخرة هي النار الكبرى ، وروى يونس عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم وقد غمست في النار مرتين ليُدنى منها ويُنتفع بها ولولا ذلك ما دنوتم منها " ويقال إنها تستجير أن ترد إلى جهنم يعني تتعوذ منها وقال بعض الحكماء : علامة الشقاوة تسع أشياء كثرة الأكل ، والشرب ، والنوم ، والإصرار على الذنب ، والغيبة ، وقساوة القلب ، وكثرة الذنوب ، ونسيان الموت ، والوقوف بين يدي الملك عز وجل ، وهذا هو الشقي الذي يدخل النار الكبرى { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَىٰ } يعني : لا يموت في النار حتى يستريح من عذابها ولا يحيا حياة تنفعه ، وقال القتبي معناه : هو العذاب بحال من يموت ولا يموت .