Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 100-100)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلأوَّلُونَ } وهم الذين صلوا إلى القبيلتين { مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأَنْصَـٰرِ } وشهدوا بدراً عن قتادة قال : قلت لسعيد بن المسيب من المهاجرون الأولون ؟ قال من صلَّى إلى القبلتين مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فَهو من المهاجرين الأولين . وقال السدي : كانت الهجرة قبل أن تفتح مكة فلما فتحت مكة كان من أسلم بعده ولحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فهو تابع . وروي " عن مجاشع بن مسعود النهدي أنه جاء بابن أخيه ليبايعه على الهجرة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - « لا بل بايِع على الإسلام . فإِنه لا هجرة بعد الفتح . ويكون من التابعين بِإِحسان " قرأ العامة والأَنْصَارِ بالكسر . وقرأ الحضرمي والأَنْصَارُ بالضم . فمن قرأ بالضم فهو عطف على السابقين التابعين ومعناه والسابقون والأنصار ومن قرأ بالكسر فهو عطف على المهاجرين . ومعناه ومن المهاجرين ومن الأنصار . وروي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقرأ ( ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) بغير واو . وقراءة العامة بالواو . فمن قرأ بغير واو يكون نعتاً للأنصار . ومن قرأ بالواو يكون نعتاً لجميع المؤمنين إلى يوم القيامة . وروي عن محمد بن كعب القرظي أنه قال : سمع عمر رضي الله عنه رجلاً يقرأ هذه الآية { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } . فقال له عمر . من أقراك هذه الآية ؟ فقال أقرأنيها أُبَي ابن كعب . فقال لا تفارقني حتى أذهب بك إليه . فلما جاءه قال يا أُبَي أنت أقرأته هذه الآية هكذا ؟ قال نعم . قال أنت سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال نعم قال : كنت أظن أنا قد ارتفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا . قال أُبَي . تصديق هذه الآية أول سورة الجمعة وأوسط سورة الحشر وآخر سورة الأنفال ، أما أول سورة الجمعة { وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } [ الجمعة : 3 ] وأوسط سورة الحشر { وَٱلَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ } [ الحشر : 10 ] وآخر سورة الأنفال { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ } [ الأنفال : 75 ] . وقال الشعبي : السابقون الأولون من أدرك بيعة الرضوان وبايع تحت الشجرة { وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ } يعني : على دينهم بإحسانهم { رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ } بأعمالهم { وَرَضُواْ عَنْهُ } يعني عن الله تعالى بثوابه لهم في الجنة { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأنْهَـٰرُ } قرأ ابن كثير " مِن تَحْتِهَا ٱلانْهَـٰرُ " بزيادة " من " وقرأ الباقون جنات تجري من تحتها الأنهار بغير " من " . صار " تَحْتِهَا " نصباً لنزع الخافض . { خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } يعني الثواب الوافر . قوله تعالى : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ … }