Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 63-66)

Tafsir: Baḥr al-ʿulūm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } يعني : يخالف الله ورسوله ، ويقال يخالف أمر الله وأمر رسوله . يعني أمر الله تعالى في الفرائض وأمر رسوله في السنن وفيما بيَّن . وقال الأخفش يحادد الله يعني يعادي الله ورسوله { فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ } قرأ بعضهم فَإِن له بالكسر على معنى الاستئناف . وقرأ العامة بالنصب على معنى البناء { خَالِداً فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْخِزْىُ ٱلْعَظِيمُ } يعني : العذاب الشديد قوله تعالى : { يَحْذَرُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ } قال الزجاج . قوله يحذر لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر . أي ليحذر المنافقون . ويقال هو على وجه الخبر يحذر . يعني : يخشى المنافقون . وذلك أن بعضهم قال لو أني جلدت مائة جلدة أحب إليّ من أن ينزل فينا شيء يفضحنا . فنزل { يَحْذَرُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ } يعني سورة براءة { تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم } من النفاق . وكانت سورة براءة تسمى الفاضحة . { قُلْ ٱسْتَهْزِءواْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ } يعني مظهر ما تخافون من إظهار النفاق . ثم قال عز وجل : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } وذلك أن رسول الله - عليه السلام - حين رجع من تبوك وبين يديه هؤلاء الثلاثة يسيرون ويقولون إن محمداً يقول إنّه نزل في إخواننا الذين تخلفوا بالمدينة كذا وكذا وهم يضحكون ويستهزؤون . فأتاه جبريل فأخبره بذلك فبعث إليهم النبي - عليه السلام - عمار بن ياسر وقال له " اذهب إلى أولئك واسألهم عماذا يتحدثون ويضحكون " وأخبره أنهم يستهزؤون بالقرآن وأنه إذا أتاهم وسألهم يقولون إنّما كنا نخوض ونلعب . فلما جاء إليهم عمار بن ياسر قال لهم ما كنتم تقولون ؟ قالوا إنما كنا نخوض ونلعب فيما يخوض فيه الركب إذا ساروا ونضحك بيننا . فقال عمار صدق الله وبلغ رسوله هكذا أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنكم تقولون ذلك . غضب الله عليكم هلكتم فعرفوا عند ذلك أنه نزل فيهم شيء فجاؤوا واعتذروا فنزل : { قُلْ } يعني : قل لهم يا محمد { أَبِٱللَّهِ وَآيَاتِهِ } القرآن { وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ } وقال قتادة إذا رأيا العبد يقول الله انظروا إلى عبدي يستهزىء قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون فجاؤوا إلى النبي واعتذروا فنزل قوله تعالى : { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ } يعني : كفرتم في السر بعد إيمانكم في العلانية . ( ويقال قد أقمتم على كفركم الأول في السر بعد إيمانكم مع إقراركم في العلانية ) بالإيمان { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ } وكان فيهم مخلص واحد ، ولم يقل معهم شيئاً ولكن ضحك معهم فقال { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ } وهو المؤمن المخلص { نُعَذّبْ طَائِفَةً } يعني المنافقين . وقال القتبي : قد يذكر الجماعة ويراد به الواحد كقوله { إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ } وهم المخلصون { نُعَذّبْ طَائِفَةً } وهم الطَيِّبَاتِ وأراد به النبي - عليه السلام - . ويقال { إن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مّنْكُمْ } وهم المخلصون { نُعَذّبْ طَائِفَةً } وهم المنافقون { بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ } يعني : مذنبين كافرين في السر . قرأ عاصم إنْ نَعْفُ بالنون نُعَذِّبْ بالنون وكسر الذال طائفةً بالنصب . وقرأ الباقون إنْ يَعْفُ بالياء والضم تُعَذَّب التاء ونصب الذال طائفةٌ بالضم على معنى فعل ما لم يسم فاعله . قوله تعالى : { ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ … }