Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 81-82)
Tafsir: Baḥr al-ʿulūm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ } يقول عجب ورضي المتخلفون عن الغزو وهم المنافقون { بِمَقْعَدِهِمْ خِلَـٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ } يعني : بتخلفهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { وَكَرِهُواْ أَن يُجَـٰهِدُواْ بِأَمْوٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِى ٱلْحَرِّ } يعني : قال بعضهم لبعض لا تخرجوا إلى الغزو فإن الحر شديد . قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - { قُلْ } لهم يا محمد { نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } يعني لو كانوا يفهمون ويعقلون . وفي قراءة ابن مسعود لو كانوا يعلمون . ثم قال عز وجل { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً } اللفظ لفظ الأمر والمراد به التوبيخ . قال الحسن يعني { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً } في الدنيا { وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } في الآخرة في النار { جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } يعني عقوبة لهم بما كانوا يكفرون . وعن أبي رزين أنه قال في قوله تعالى : فليضحكوا قَليلاً وليبكوا كثيراً قال يقول الله تعالى : الدنيا قليل فليضحكوا فيها ما شاؤوا فإذا صاروا إلى النار بكوا بكاءً لا ينقطع فذلك الكثير . وروى الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عامر عن عمرو بن شرحبيل قال : " مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على ملأ من قريش وفيهم أبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة فقال أبو جهل هذا نبيكم يا بني عبد مناف . فقال عتبة وما تنكر أن يكون منا نبي أو ملك . فسمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقبل عليهم وقال : « أما أنت يا عتبة فلم تغضب لله ولا لرسوله وإنما غضبت للأصل . وأما أنت يا أبا جهل فوالله لا يأتي عليك إلا غير كثير من الدهر حتى تبكي كثيراً وتضحك قَليلاً . وأما أنتم يا ملأ قريش فوالله لا يأتي عليكم إلا غير كثير من الدهر حتى تدخلوا في هذا الأمر الذي تنكرون طائعين أو كارهين " قال فسكتوا كأنما ذر على رؤوسهم التراب فلم يردوا عليه شيئاً . وروى أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " يرسل الله تعالى البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع . ثم يبكون الدم حتى يرى في وجوههم كهيئة الأخدود " قوله تعالى : { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ … }