Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 1-2)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { الر } فيه أربعة تأويلات : أحدها : معناه أنا الله أرى ، قاله ابن عباس والضحاك . والثاني : هي حروف من اسم الله الذي هو الرحمن ، قاله سعيد بن جبير والشعبي . وقال سالم بن عبد الله : { الر } و { حمٌ } و { ن } للرحمن مقاطع . الثالث : هو اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة . الرابع : أنها فواتح افتتح الله بها القرآن ، قاله ابن جريج . { تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } يعني بقوله { تِلْكَ ءَايَاتُ } أي هذه آيات ، كما قال الأعشى : @ تلك خَيْلِي مِنْهُ وتلكَ رِكَابِي هُنَّ صُفْرٌ أَوْلاَدُها كالزَّبِيبِ @@ أي هذه خيلي . وفي { الكِتَابِ الْحِكيمِ } ها هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : التوراة والإنجيل ، قاله مجاهد . الثاني : الزبور ، قاله مطر . الثالث : القرآن ، قاله قتادة . وفي قوله { الحَكِيمِ } تأويلان : أحدهما : أنه بمعنى محكم ، قاله أبو عبيدة . الثاني : أنه كالناطق بالحكمة ، ذكره علي بن عيسى . قوله عز وجل : { أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنآ إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ } قال ابن عباس : سبب نزولها أن الله تعالى لما بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً أنكر العرب ذلك أو من أنكر منهم فقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد ، فنزلت هذه الآية . وهذا لفظه لفظ الاستفهام ومعناه الإنكار والتعجب مَن كفر من كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه جاءهم رسول منهم ، وقد أرسل الله إلى سائر الأمم رسلاً منهم . ثم قال : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَآمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِهِّم } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أن لهم ثواباً حسناً بما قدموا من صالح الأعمال ، قاله ابن عباس . الثاني : سابق صدق عند ربهم أي سبقت لهم السعادة في الذكر الأول ، قاله ابن أبي طلحة عن ابن عباس أيضاً . الثالث : أن لهم شفيع صدق يعني محمداً صلى الله عليه وسلم يشفع لهم ، قاله مقاتل بن حيان . الرابع : أن لهم سلف صدق تقدموهم بالإيمان ، قاله مجاهد وقتادة . والخامس : أن لهم السابقة بإخلاص الطاعة ، قال حسان بن ثابت : @ لنا القدم العُلْيَا إليكَ خَلْفَنَا لأَوَّلنا في طَاعَةِ اللَّهِ تابعُ @@ ويحتمل سادساً : أن قدم الصدق أن يوافق الطاعة صدق الجزاء ، ويكون القدم عبارة عن التقدم ، والصدق عبارة عن الحق .