Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 71-73)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { … فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكآءَكُمْ } فيه وجهان : أحدهما : فاجمعوا أمركم وادعوا شركاءكم لنصرتكم ، قاله الفراء . الثاني : فاجمعوا أمركم مع شركائكم على تناصركم ، قاله الزجاج . وفي هذا الإجماع وجهان : أحدهما : أنه الإعداد . الثاني : أنه العزم . { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } فيه تأويلان : أحدهما : أن الغمة ضيق الأمر الذي يوجب الغم . الثاني : أنه المغطى ، من قولهم : قد غم الهلال إذا استتر . وفي المراد بالأمر ها هنا وجهان : أحدهما : من يدعونه من دون الله تعالى . الثاني : ما هم عليه من عزم . { ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : ثم انهضوا ، قاله ابن عباس . الثاني : ثم اقضوا إليّ ما أنتم قاضون ، قاله قتادة . الثالث : اقضوا إليّ ما في أنفسكم ، قاله مجاهد . { وَلاَ تُنظِرُونَ } قال ابن عباس : ولا تؤخروني . قوله عز وجل : { فَإِن تَوَلَّيْتُمْ } يعني عن الإيمان . { فَمَا سَأَلْتُكُم مِنْ أَجْرٍ } يحتمل وجهين : أحدهما : فما سألتكم من أجر تستثقلونه فتمتنعون من الإجابة لأجله ، { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ } . والثاني : فما سألتكم من أجر إن انقطع عني ثقُل علي . { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ } وقد حصل بالدعاء لكم إن أجبتم أو أبيتم . { أمِرتُ أن أكونَ مِنَ المُسْلِمينَ } أي من المستسلمين لأمر الله بطاعته . قوله عز وجل : { فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ في الْفُلْكِ } قال ابن عباس : كان في سفينة نوح عليه السلام ثمانون رجلاً أحدهم جرهم وكان لسانه عربياً ، وحمل فيها من كل زوجين اثنين ، قال ابن عباس فكان أول ما حمل الذرة وآخر ما حمل الحمال ودخل معه إبليس يتعلق بذنبه . { وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ } أي خلفاً لمن هلك بالغرق . { وَأَغْرَقُنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآياتِنَا } حكى أبو زهير أن قوم نوح عاشوا في الطوفان أربعين يوماً . وذكر محمد بن إسحاق أن الماء بقي بعد الغرق مائة وخمسين يوماً ، فكان بين أن أرسل الله الطوفان إلى أن غاض الماء ستة أشهر وعشرة أيام وذلك مائة وتسعون يوماً . قال محمد بن إسحاق لما مضت على نوح أربعون ليلة فتح كوة السفينة ثم أرسل منها الغراب لينظر ما فعل الماء فلم يعد ، فأرسل الحمامة فرجعت إليه ولم تجد لرجلها موضعاً ، ثم أرسلها بعد سبعة أيام فرجعت حيث أمست وفي فيها ورقة زيتونة فعلم أن الماء قد قل على الأرض ، ثم أرسلها بعد سبعة أيام فلم تعد فعلم أن الأرض قد برزت ، وكان استواء السفينة على الجودي لسبع عشرة ليلة من الشهر السابع فيما ذكر ، والله أعلم .