Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 9-10)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بإِيمَانِهِمْ } فيه أربعة أوجه : أحدها : يجعل لهم نوراً يمشون به ، قاله مجاهد . الثاني : يجعل عملهم هادياً لهم إلى الجنة ، وهذا معنى قول ابن جريج . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يَتَلَقَّى الْمُؤْمِنَ عَمَلُهُ فِي أَحْسَنِ صُوَرَةٍ فَيُؤْنِسُهُ وَيَهْدَيهِ ، وَيَتَلَقَّى الْكَافِرَ عَمَلُهُ فِي أَقْبَحِ صُورَةٍ فَيُوحِشُهُ وَيُضِلُّهُ " . الثالث : أن الله يهديهم إلى طريق الجنة . الرابع : أنه وصفهم بالهداية على طريق المدح لهم . { تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ } فيه وجهان : أحدهما : من تحت منازلهم قاله أبو مالك . الثاني : تجري بين أيديهم وهم يرونها من علو لقوله تعالى { أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي } [ الزخرف : 51 ] يعني بين يدي . وحكى أبو عبيدة عن مسروق أن أنهار الجنة تجري في غير أخدود . قوله عز وجل : { دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ } فيه وجهان : أحدهما : أن أهل الجنة إذا اشتهوا الشيء أو أرادوا أن يدعوا بالشيء قالوا سبحانك اللهم فيأتيهم ، ذلك الشيء ، قاله الربيع وسفيان . الثاني : أنهم إذا أرادوا الرغبة إلى الله في دعاء يدعونه كان دعاؤهم له : سبحانك اللهم : قاله قتادة . { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } فيه وجهان : أحدهما : معناه وملكهم فيها سالم . والتحية الملك ، ومنه قول زهير بن جنان الكلبي : @ ولكلُّ ما نال الفتى قد نِلتُه إلا التحية @@ الثاني : أن تحية بعضهم لبعض فيها سلام . أي : سلمت وأمنت مما بلي به أهل النار ، قاله ابن جرير الطبري . { وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } فيه وجهان : أحدهما : أن آخر دعائهم : الحمد لله رب العالمين ، كما كان أول دعائهم : سبحانك اللهم ، ويشبه أن يكون هذا قول قتادة . الثاني : أنهم إذا أجابهم فيما دعوه وآتاهم ما اشتهوا حين طلبوه بالتسبيح قالوا بعده : شكراً لله والحمد لله رب العالمين .