Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 114-115)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وأقم الصلاة طرفي النهار } أما الطرف الأول فصلاة الصبح باتفاق وأما الطرف الثاني ففيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه عنى صلاة الظهر والعصر ، قاله مجاهد . الثاني : صلاة العصر وحدها ، قاله الحسن . الثالث : صلاة المغرب ، قاله ابن عباس . { وزلفاً من الليل } والزلف جمع زلفة ، والزلفة المنزلة ، فكأنه قال ومنازل من الليل ، أي ساعات من الليل ، وقيل إنما سميت مزدلفة من ذلك لأنها منزل بعد عرفة ، وقيل سميت بذلك لازدلاف آدم من عرفة إلى حواء وهي بها ، ومنه قول العجاج في صفة بعير : @ ناجٍ طواه الأين مما وجفا طيَّ الليالي زُلَفاً فزلفا @@ وفي معنى { زلفاً من الليل } قولان : أحدهما : صلاة العشاء الآخرة ، قاله ابن عباس ومجاهد . الثانية : صلاة المغرب والعشاء والآخرة ، قاله الضحاك ولحسن ورواه مرفوعاً . { إن الحسنات يذهبن السيئات } في هذا الحسنات أربعة أقاويل : أحدها : الصلوات الخمس ، قاله ابن عباس والحسن وابن مسعود والضحاك . الثاني : هي قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، قاله مجاهد قال عطاء : وهن الباقيات الصالحات . الثالث : أن الحسنات المقبولة يذهبن السيئات المغفورة . الرابع : أن الثواب الطاعات يذهبن عقاب المعاصي . { ذلك ذكرى للذاكرين } فيه وجهان : أحدهما : توبة للتائبين ، قاله الكلبي . الثاني : بيان للمتعظين ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " واتبع السيئة الحسنة تمحها " وسبب نزول هذه الآية ما روى الأسود عن ابن مسعود قال : جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني عالجت امرأة في بعض أقطار المدينة فأصبت منها دون أن أمسّها وأنا هذا فاقض فيّ ما شئت . فقال له عمر : لقد سترك الله لو سترت على نفسك . ولم يردّ عليه النبي صلى الله عيله وسلم شيئاً . فنزلت هذه الآية : { إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذركى للذاكرين } فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه فقال عمر : يا رسول الله أله خاصة أم للناس كافة ؟ فقال : " بل للناس كافة " قال أبو موسى طمحان : إن هذا الرجل أبو اليسر الأنصاري وقال ابن عابس هو عمرو بن غزية الأنصاري ، وقال مقاتل : هو عامر بن قيس الأنصاري .