Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 1-4)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { الر كِتَابٌ } يعني القرآن . { أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أحكمت آياته بالأمر والنهي ثم فصلت بالثواب والعقاب ، قاله الحسن . الثاني : أحكمت آياته من الباطل ثم فصلت بالحلال والحرام والطاعة والمعصية ، وهذا قول قتادة . الثالث : أحكمت آياته بأن جعلت آيات هذه السورة كلها محكمة ثم فصلت بأن فسرت ، وهذا معنى قول مجاهد . الرابع : أحكمت آياته للمعتبرين ، وفصلت آياته للمتقين . الخامس : أحكمت آياته في القلوب ، وفصلت أحكامه على الأبدان . { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } فيه وجهان : أحدهما : من عند حكيم في أفعاله ، خبير بمصالح عباده . الثاني : حكيم بما أنزل ، خبير بمن يتقبل . قوله عز وجل { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ } فيه وجهان : أحدهما : أن كتبت في الكتاب { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ } الثاني : أنه أمر رسوله أن يقول للناس { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ } . { إنَّنِي لَكُم مِّنُهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ } قال ابن عباس : نذير من النار ، وبشير بالجنة . قوله عز وجل : { وَأَنِ اسْتَغفْفِرُواْ رَبَّكمْ ثُمَّ تُوبُوا إلَيْهِ } فيه وجهان : أحدهما : استغفروه من سالف ذنوبكم ثم توبوا إليه من المستأنف متى وقعت منكم . قال بعض العلماء : الإٍستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين . الثاني : أنه قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب والتوبة هي السبب إليها ، فالمغفرة أولٌ في الطلب وآخر في السبب . ويحتمل ثالثاً : أن المعنى استغفروه من الصغائر وتوبوا إليه من الكبائر { يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً } يعني في الدنيا وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه طيب النفس وسعة الرزق . الثاني : أنه الرضا بالميسور ، والصبر على المقدور . الثالث : أنه ترْك الخلق والإقبال على الحق ، قاله سهل بن عبد الله ويحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الحلال الكافي . الثاني : أنه الذي لا كد فيه ولا طلب . الثالث : أنه المقترن بالصحة والعافية . { إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : إلى يوم القيامة ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : إلى يوم الموت ، قاله الحسن . الثالث : إلى وقت لا يعلمه إلا الله تعالى ، قاله ابن عباس . { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } فيه وجهان : أحدهما : يهديه إلىالعمل الصالح ، قاله ابن عباس . الثاني : يجازيه عليه في الآخرة ، على قول قتادة . ويجوز أن يجازيه عليه في الدنيا ، على قول مجاهد . { وَإن تَوَلَّوْا } يعني عما أُمرتم له . { فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ } وفيه إضمار وتقدير : فقل لهم إني أخاف عليكم عذاب يوم كبير يعني يوم القيامة وصفه بذلك لكبر الأمور التي هي فيه .