Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 77-77)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قالوا إن يسرق فقد سَرَق أخ له من قبلُ } يعنون يوسف . وفي هذا القول منهم وجهان : أحدهما : أنه عقوبة ليوسف أجراها الله تعالى على ألسنتهم ، قاله عكرمة . والثاني : ليتبرأوا بذلك من فعله لأنه ليس من أمهم وأنه إن سرق فقد جذبه عِرق أخيه السارق لأن في الاشتراك في الأنساب تشاكلاً في الأخلاق . وفي السرقة التي نسبوا يوسف إليها خمسة أقاويل : أحدها : أنه سرق صنماً كان لجده إلى أمه من فضة وذهب ، وكسره وألقاه في الطريق فعيّروه بذلك ، قاله سعيد بن جبير وقتادة . الثاني : كان مع إخوته على طعام فنظر إلى عرق فخبأه ، فعيّروه بذلك ، قاله عطية العوفي . الثالث : أنه كان يسرق من طعام المائدة للمساكين ، حكاه ابن عيسى . الرابع : أن عمته وكانت أكبر ولد إسحاق وإليها صارت منطقة إسحاق لأنها كانت في الكبير من ولده ، وكانت تكفل يوسف ، فلما أراد يعقوب أخذه منها جعلت المنطقة ، واتهمته فأخذتها منه ، فصارت في حكمهم أحق به ، فكان ذلك منها لشدة ميلها وحبها له ، قاله مجاهد . الخامس : أنهم كذبوا عليه فيما نسبوه إليه ، قاله الحسن . { فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم } فيه وجهان : أحدهما : أنه أسر في نفسه قولهم { إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } قاله ابن شجرة وعلي بن عيسى . الثاني : أسر في نفسه { أنتُمْ شَرٌّ مكاناً … } الآية ، قاله ابن عباس وابن إسحاق . وفي قوله : { قال أنتم شر مكاناً } وجهان : أحدهما : أنتم شر منزلة عند الله ممن نسبتموه إلى هذه السرقة . الثاني : أنتم شر صنعاً لما أقدمتم عليه من ظلم أخيكم وعقوق أبيكم . وفي قوله تعالى : { والله أعلم بما تصفون } تأويلان : أحدهما : بما تقولون ، قاله مجاهد . الثاني : بما تكذبون ، قاله قتادة . وحكى بعض المفسرين أنهم لما دخلوا عليه دعا بالصواع فنقره ثم أدناه من أذنه ثم قال : إن صواعي هذا ليخبرني أنكم كنتم اثني عشر رجلاً وأنكم انطلقتم بأخٍ لكم فبِعْتموه ، فلما سمعها بنيامين قام وسجد ليوسف وقال أيها الملك سلْ صواعك هذا عن أخي أحيّ هو أم هالك ؟ فنقره ، ثم قال : هو حي وسوف تراه . قال : فاصنع بي ما شئت ، فإنه إن علم بي سينقذني . قال : فدخل يوسف فبكى ثم توضأ وخرج ، فقال بنيامين : افقر صواعك ليخبرك بالذي سرقه فجعله في رحلي ، فنقره ، فقال : صواعي هذا غضبان وهو يقول : كيف تسألني عن صاحبي وقد رأيت مع من كنت .