Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 7-10)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { لقد كان في يوسف وإخوته آياتٌ للسائلين } في هذه الآيات وجهان : أحدهما : أنها عِبَرٌ للمعتبرين . الثاني : زواجر للمتقين . وفيها من يوسف وإخوته أربعة أقاويل : أحدها : ما أظهره الله تعالى فيه من عواقب البغي عليه . الثاني : صدق رؤياه وصحة تأويله . الثالث : ضبط نفسه وقهر شهوته حتى سلم من المعصية وقام بحق الأمانة . الرابع : الفرج بعد شدة الإياس . قال ابن عطاء : ما سمع سورة يوسف محزون إلا استروح إليها . قوله عز وجل : { إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا مِنّا } وأخوه بنيامين وهما أخوان لأب وأم ، وكان يعقوب قد كلف بهما لموت أمهما وزاد في المراعاة لهما ، فذلك سبب حسدهم لهما ، وكان شديد الحب ليوسف ، فكان الحسد له أكثر ، ثم رأى الرؤيا فصار الحسد له أشد . { ونحن عصبة } وفي العصبة أربعة أقاويل : أحدها : أنها ستة أو سبعة ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : أنها من عشرة إلى خمسة عشر ، قاله مجاهد . الثالث : من عشرة إلى أربعين ، قاله قتادة الرابع : الجماعة ، قاله عبد الرحمن بن زيد . { إن أبانا لفي ضلال مبين } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لفي خطأ من رأيه ، قال ابن زيد . الثاني : لفي جور من فعله ، قال ابن كامل . الثالث : لفي محبة ظاهرة ، حكاه ابن جرير . وإنما جعلوه في ضلال مبين لثلاثة أوجه : أحدها : لأنه فضّل الصغير على الكبير . الثاني : القليل على الكثير . الثالث : من لا يراعي ما له على من يراعيه . واختلف فيهم هل كانوا حينئذ بالغين ؟ فذهب قوم إلى أنهم كانوا بالغين مؤمنين ولم يكونوا أنبياء بعد لأنهم قالوا { يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين } وهذه حالة لا تكون إلا من بالغ ، وقال آخرون : بل كانوا غير بالغين لأنهم قالوا { أرسله معنا غداً نرتع ونلعب } وإنما استغفروه بعد البلوغ . قوله عز وجل : { اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً } فيه وجهان : أحدهما : اطرحوه أرضاً لتأكله السباع . الثاني : ليبعد عن أبيه . { يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين } فيه وجهان : أحدهما : أنهم أرادوا صلاح الدنيا لا صلاح الدين ، قاله الحسن . الثاني : أنهم أرادوا صلاح الدين بالتوبة ، قاله السدي . ويحتمل ثالثاً : أنهم أرادوا صلاح الأحوال بتسوية أبيهم بينهم من غير أثرة ولا تفضيل . وفي هذا دليل على أن توبة القاتل مقبولة لأن الله تعالى لم ينكر هذا القول منهم . قوله عز وجل : { قال قائلٌ منهم لا تقتلوا يوسف } اختلف في قائل هذا منهم على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه روبيل وهو أكبر إخوة يوسف وابن خالته ، قاله قتادة . الثاني : أنه شمعون ، قاله مجاهد . الثالث : أنه يهوذا ، قال السدي . { وألقُوه في غيابة الجُبِّ } فيه وجهان : أحدهما : يعني قعر الجب وأسفله . الثاني : ظلمه الجب التي تغيّب عن الأبصار ما فيها ، قاله الكلبي . فكان رأس الجب ضيقاً وأسفله واسعاً . أحدهما : لأنه يغيب فيه خبره . وفي تسميته { غيابة الجب } وجهان : الثاني : لأنه يغيب فيه أثره ، قال ابن أحمر : @ ألا فالبثا شهرين أو نصف ثالثٍ إلى ذاك ما قد غيبتني غيابيا @@ وفي { الجب } قولان : أحدهما : أنه اسم بئر في بيت المقدس ، قاله قتادة . الثاني : أنه بئر غير معينة ، وإنما يختص بنوع من الآبار قال الأعشى : @ لئن كنت في جب ثمانين قامة ورقيت أسباب السماء بسلم @@ وفيما يسمى من الآبار جباً قولان : أحدهما : أنه ما عظم من الآبار سواء كان فيه ماء أو لم يكن . الثاني : أنه ما لا طيّ له من الآبار ، قال الزجاج ، وقال : سميت جبًّا لأنها قطعت من الأرض قطعاً ولم يحدث فيها غير القطع . { يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين } معنى يلتقطه يأخذه ، ومنه اللقطة لأنها الضالة المأخوذة . وفي { السيارة } قولان : أحدهما : أنهم المسافرون سُموا بذلك لأنهم يسيرون . الثاني : أنهم مارة الطريق ، قاله الضحاك .