Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 12-13)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : خوفاً للمسافر من أذيته ، وطمعاً للمقيم في بركته ، قاله قتادة . الثاني : خوفاً من صواعق البرق ، وطمعاً في غيثه المزيل للقحط ، قاله الحسن . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع صوت الرعد قال : " اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك " . الثالث : خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه . { وينشىء السحاب الثقال } قال مجاهد : ثقال بالماء . قوله عز وجل : { ويسبِّح الرعد بحمده } وفي الرعد قولان : أحدهما : أنه الصوت المسموع ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الذنوب " . الثاني : أن الرعد ملك ، والصوت المسموع تسبيحه ، قاله عكرمة . { والملائكة مِن خيفته } فيه وجهان : أحدهما : وتسبح الملائكة من خيفة الله تعالى ، قاله ابن جرير . الثاني : من خيفة الرعد ، ولعله قول مجاهد . { ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء } اختلف فيمن نزل ذلك فيه على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها نزلت في رجل أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم فأخذته صاعقة ، قاله قتادة . الثاني : في أربد بن ربيعة وقد كان همّ بقتل النبي صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل فتيبست يده على سيفه ، وعصمه الله تعالى منهما ، ثم انصرف فأرسل الله تعالى عليه صاعقة أحرقته . قال ابن جرير : وفي ذلك يقول أخوه لبيد : @ أخشى على أربد الحتوف ولا أرهب نوء السِّماك والأسد فجّعني البرق والصواعق بالفا رسِ يوم الكريمة النَّجُدِ @@ الثالث : أنها نزلت في يهودي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني عن ربك من أي شيء ، من لؤلؤ أو ياقوت ؟ فجاءت صاعقة فأخذته ، قال علي وابن عباس ومجاهد . روى أبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تأخذ الصاعقة ذاكراً لله عز وجل " . { وهم يجادلون في الله } فيه وجهان : أحدهما : يعني جدال اليهودي حين سأل عن الله : من أي شيء هو ؟ قاله مجاهد . الثاني : جدال أربد فيما همّ به من قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن جريج . { وهو شديد المِحالِ } فيه تسعة تأويلات : أحدها : يعني شديد العداوة ، قاله ابن عباس . الثاني : شديد الحقد ، قاله الحسن . الثالث : شديد القوة ، قاله مجاهد . الرابع : شديد الغضب ، قاله وهب بن منبه . الخامس : شديد الحيلة ، قاله قتادة والسدي . السادس : شديد الحول ، قاله ابن عباس أيضاً . السابع : شديد الإهلاك بالمحل وهو القحط ، قاله الحسن أيضاً . الثامن : شديد الأخذ ، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه . التاسع : شديد الانتقام والعقوبة ، قاله أبو عبيدة وأنشد لأعشى بني ثعلبة .