Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 38-39)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { ولقد أرسلنا رُسُلاً من قبلك وجعلنا لهم أزوجاً وذرية } يعني بالأزواج النساء ، وبالذرية الأولاد . وفيه وجهان : أحدهما : معناه أن من أرسلناه قبلك من المرسلين بشر لهم أزواج وذرية كسائر البشر ، فلمَ أنكروا رسالتك وأنت مثل من قبلك . الثاني : أنه نهاه بذلك عن التبتل ، قاله قتادة . وقيل إن اليهود عابت على النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج ، فأنزل الله تعالى إلى ذلك فيهم يعلمهم أن ذلك سُنَّة الرسل قبله . { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } قيل إن مشركي قريش سألوه آيات قد تقدم ذكرها في هذه السورة فأنزل الله تعالى ذلك فيهم . { ولكل أجل كتابٌ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه لكل كتاب نزل من السماء أجل . وهو من المقدِّم والمؤخر ، قاله الضحاك . الثاني : معناه لكل أمر قضاه الله تعالى كتاب كتبه فيه ، قاله ابن جرير . الثالث : لكل أجل من آجال الخلق كتاب عند الله تعالى ، قاله الحسن . ويحتمل رابعاً : لكل عمل خَبر . قوله عز وجل : { يمحو الله ما يشاء ويثبت } فيه سبعة تأويلات : أحدها : يمحو الله ما يشاء من أمور عباده فيغيره إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران ، قاله ابن عباس . الثاني : يمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء في كتاب سوى أُم الكتاب ، وهما كتابان أحدهما : أم الكتاب لا يغيره ولا يمحو منه شيئاً كما أراد ، قاله عكرمة . الثالث : أن الله عز وجل ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه ، ويثبت ما يشاء منها فلا ينسخه ، قاله قتادة وابن زيد . الرابع : أنه يمحو مَنْ قد جاء أجلُه ويثبت من لم يأت أجلُه ، قاله الحسن . الخامس : يغفر ما يشاء من ذنوب عباده ، ويترك ما يشاء فلا يغفره ، قاله سعيد بن جبير . السادس : أنه الرجل يقدم الطاعة ثم يختمها بالمعصية فتمحو ما قد سلف ، والرجل يقدم المعصية ثم يختمها بالطاعة فتمحو ما قد سلف ، وهذا القول مأثور عن ابن عباس أيضاً . السابع : أن الحفظة من الملائكة يرفعون جميع أقواله وأفعاله ، فيمحو الله عز وجل منها ما ليس فيه ثواب ولا عقاب ، ويثبت ما فيه الثواب والعقاب ، قاله الضحاك . { وعنده أم الكتاب } فيه ستة تأويلات : أحدها : الحلال والحرام ، قاله الحسن . الثاني : جملة الكتاب ، قاله الضحاك . الثالث : هو علم الله تعالى بما خلق وما هو خالق ، قاله كعب الأحبار . الرابع : هو الذكر ، قاله ابن عباس . الخامس : أنه الكتاب الذي لا يبدل ، قاله السدي . السادس : أنه أصل الكتاب في اللوح المحفوظ ، قاله عكرمة .