Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 49-51)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وترى المجرمين يومئذٍ مقرنين في الأصفاد } فيه قولان : أحدهما : أن الأصفاد الأغلال ، واحدها صفد ، ومنه قول حسان : @ ما بين مأسورٍ يشد صِفادُهُ صقرٍ إذا لاقى الكريهة حامي @@ الثاني : أنها القيود ، ومنه قول عمرو بن كلثوم : @ فآبوا بالنهاب وبالسبايا وأُبنا بالملوكِ مُصَفّدينا @@ أي مقيّدين . وأما قول النابغة الذبياني : @ هذا الثناء فإن تسمع لقائله فلم أعرض ، أبيت اللعن ، بالصفدِ @@ فأراد بالصفد العطية ، وقيل لها صف لأنها تقيد المودة . وفي المجرمين المقرنين في الأصفاد قولان : أحدهما : أنهم الكفار يجمعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي . الثاني : أنه يجمع بين الكافر والشيطان في الأصفاد . قوله عز وجل : { سرابيلهم مِن قطرانٍ } السرابيل : القمص ، واحدها سربال ، ومنه قول الأعشى : @ عهدي بها في الحي قد سربلت صفراء مثل المهرة الضامر @@ وفي القطران ها هنا قولان : أحدهما : أنه القطران الذي تهنأ به الجمال ، قاله الحسن ، وإنما جعلت سرابيلهم من قطران لإسراع النار إليها . الثاني : أنه النحاس الحامي ، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير . وقرأ عكرمة وسعيد بن جبير { من قطران } بكسر القاف وتنوين الراء وهمزآن لأن القطر النحاس ، ومنه قوله تعالى { آتوني أفرغ عليه قطراً } [ الكهف : 96 ] والآني : الحامي ، ومنه قوله تعالى { وبين حَمِيمٍ آن } [ الرحمن : 44 ] .