Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 57-60)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قالوا إنا أُرسلنا إلى قومٍ مجرمين إلاّ آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين } آل لوط اتباعه ومؤمنو قومه ، سمّاهم آلَهُ لنصرتهم له ، وإيمانهم به ، فاستثناهم من المجرمين المأمور بهلاكهم ، فخرجوا بالاستثناء منهم . ثم قال تعالى { إلاّ امْراَته } فكانت مستثناة من آل لوط ولاحقة بالمجرمين ، لأن كل استثناء يعود إلى ما تقدمه فيخالفه في حكمه . فإن عاد إلى إثبات كان الاستثناء نفياً ، وإن عاد إلى نفي كان الاستثناء إثباتاً ، فصارت امرأة لوط ملحقة بالمجرمين المهلكين . ومثال هذا في الإقرار أن يقول له : عليّ عشرة إلا سبعة إلا أربعة ، فيكون عليه سبعة لأن الأربعة استثناء يرجع إلى السبعة التي قبلها ، فصار الباقي منها ثلاثة . وتصير الثلاثة الباقية هي الاستثناء الراجع إلى العشرة ، فيبقى منها سبعة . وهكذا في الطلاق لو قال لزوجته : أنت طالق ثلاثاً أو اثنتين إلا واحدة طلقت ثنتين لأن الواحدة ترجع إلى الثنتين ، فتبقى منها واحدة فتصير الواحدة هي القدر المستثنى من الثلاثة فيصير الباقي منها ثنتين وهكذا حكم قوله : { إلا امرأته } . { قدرنا } فيه وجهان : أحدهما : معناه قضينا ، قاله النخعي . الثاني : معناه كتبنا ، قاله علي بن عيسى . { إنها لَمِنَ الغابرين } فيه وجهان : أحدهما : أي من الباقين في العذاب مع المجرمين . الثاني : من الماضين بالعذاب .