Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 87-88)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { ولقد آتيناك سبعاً مِن المثاني والقرآن العظيم } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أن السبع المثاني هي الفاتحة ، سميت بذلك لأنها تثنى كلما قرىء القرآن وصُلّي ، قاله الربيع بن أنس وأبو العالية والحسن . وقيل : لأنها يثني فيها الرحمن الرحيم ، ومنه قول الشاعر : @ نشدتكم بمنزل القرآن أمّ الكتاب السّبع من مثاني ثُنِّين مِن آيٍ مِن القرآن والسبع سبع الطول الدواني @@ الثاني : أنها السبع الطوَل : البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس ، قاله ابن مسعود وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد . قال ابن عباس : سميت المثاني لما تردد فيها من الأخبار والأمثال والعبر وقيل : لأنها قد تجاوزت المائة الأولى إلى المائة الثانية . قال جرير : @ جزى الله الفرزدق حين يمسي مضيعاً للمفصل والمثاني @@ الثالث : أن المثاني القرآن كله ، قاله الضحاك ، ومنه قول صفية بنت عبد المطلب ترثي رسول الله صلى الله عليه وسلم : @ فقد كان نوراً ساطعاً يهتدى به يخص بتنزيل المثاني المعظم @@ الرابع : أن المثاني معاني القرآن السبعة أمر ونهي وتبشير وإنذار وضرب أمثال وتعديد نعم وأنباء قرون ، قاله زياد بن أبي مريم . الخامس : أنه سبع كرامات أكرمه الله بها ، أولها الهدى ثم النبوة ، ثم الرحمةِ ثم الشفقة ثم المودة ثم الألفة ثم السكينة وضم إليها القرآن العظيم ، قاله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهما . قوله عز وجل : { لا تمدن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم } يعني ما متعناهم به من الأموال . وفي قوله : { أزواجاً منهم } ثلاثة أوجه : أحدها : أنهم الأشباه ، قاله مجاهد . الثاني : أنهم الأصناف قاله أبو بكر بن زياد . الثالث : أنهم الأغنياء ، قاله ابن أبي نجيح . { ولا تحزن عليهم } فيه وجهان : أحدهما : لا تحزن عليهم بما أنعمت عليهم في دنياهم . الثاني : لا تحزن بما يصيرون إليه من كفرهم . { واخفض جناحك للمؤمنين } فيه وجهان : أحدهما : اخضع لهم ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : معناه أَلِنْ جانبك لهم ، قال الشاعر : @ وحسبك فتيةٌ لزعيم قومٍ يمدّ على أخي سُقْم جَناحا @@ وروى أبو رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل به ضيف فلم يلق عنده أمراً يصلحه ، فأرسل إلى رجل من اليهود يستسلف منه دقيقاً إلى هلال رجب ، فقال : لا إلاّ برهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أما والله إني لأمينٌ في السماء وأمين في الأرض ، ولو أسلفني أو باعني لأدّيتُ إليه " فنزلت عليه { لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم } .