Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 94-99)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { فاصدع بما تؤمر } فيه ستة تأويلات : أحدها : فامضِ بما تؤمر ، قاله ابن عباس . الثاني : معناه فاظهر بما تُؤمر ، قاله الكلبي . قال الشاعر : @ ومَن صادعٌ بالحق يعدك ناطقٌ بتقوى ومَن إن قيل بالجوْر عيّرا @@ الثالث : يعني إجهر بالقرآن في الصلاة ، قاله مجاهد . الرابع : يعني أعلن بما يوحى إليك حتى تبلغهم ، قاله ابن زيد . الخامس : معناه افرق بين الحق والباطل ، قاله ابن عيسى . السادس : معناه فرق القول فيهم مجتمعين وفرادى ، حكاه النقاش . وقال رؤية : ما في القرآن أعْرَبُ من قوله { فاصدع بما تؤمر } { وأعرض عن الجاهلين } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه منسوخ بقوله تعالى { فاقتلوا المشركين } [ التوبة : 5 ] قاله ابن عباس . الثاني : أعرض عن الاهتمام باستهزائهم . الثالث : معناه بالاستهانة بهم ، قاله ابن بحر . ثم فيه وجهان : أحدهما : اصدع الحق بما تؤمر من اظهاره . الثاني : اصدع الباطل بما تؤمر من إبطاله . قوله تعالى : { إنّا كفيناكَ المستهزئينَ } وهم خمسة : الوليد بن المغيرة ، والعاص بن وائل ، وأبو زمعة ، والأسود بن عبد يغوث ، والحراث بن الطلاطلة . أهلكهم الله جميعاً قبل بدر لاتسهزائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم . وسبب هلاكهم ما حكاه مقسم وقتادة أن الوليد بن المغيرة ارتدى فعلق سهم بردائه ، فذهب فجلس فقطع أكحله فنزف فمات . وأما العاص بن وائل فوطىء على شوكة ، فتساقط لحمه عن عظامه ، فمات ، وأما أبو زمعة فعمى . وأما الأسود بن عبد يغوث فإنه أتى بغصن شوك فأصاب عينيه ، فسالت حدقتاه على وجهه ، فكان يقول : [ دعا ] عليّ محمد فاستجيب له ، ودعوت عليه فاستجيب لي ، دعا عليّ أن أعمى فعميت ، ودعوت عليه أن يكون طريداً بيثرب ، فكان كذلك ، وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه استسقى بطنه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل [ حين ] نزل عليه بقوله تعالى : { إنا كفيناك المستهزئين } " دع لي خالي " يعني الأسود بن الطلاطلة فقال له : كفيت . قوله عز وجل : { ولقد نعلم أنّك يضيق صدرك } أي قلبك لأن الصدر محل القلب . { بما يقولون } يعني من الاستهزاء ، وقيل من الكذب بالحق . { فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين } فيه وجهان : أحدهما : الخاضعين . الثاني : المصلين . { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } فيه وجهان : أحدهما : الحق الذي لا ريب فيه من نصرك على أعدائك ، قاله شجرة . الثاني : الموت الذي لا محيد عنه ، قاله الحسن ومجاهد وقتادة .