Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 126-128)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عُوقبتم به } فيها قولان : أحدهما : أنها نزلت في قتلى أحُد حين مثلت بهم قريش . واختلف قائل ذلك في نسخه على قولين : أحدهما : أنها منسوخة بقوله تعالى : { واصبر وما صبرك إلا بالله } الثاني : أنها ثابتة غير منسوخة فهذا أحد القولين . والقول الثاني : أنها نزلت في كل مظلوم ان يقتص من ظالمه ، قاله ابن سيرين ومجاهد { واصبر } فيه وجهان : أحدهما : اصبر على ما أصابك من الأذى ، وهو محتمل . الثاني : واصبر بالعفو عن المعاقبة بمثل ما عاقبوا من المثلة بقتلى أُحد ، قاله الكلبي . { وما صبر إلا بالله } يحتمل وجهين : أحدهما : وما صبر إلا بمعونة الله . الثاني : وما صبرك إلا لوجه الله . { ولا تحزن عليهم } فيه وجهان : أحدهما : إن لم يقبلوا . الثاني : إن لم يؤمنوا . { ولا تك في ضيقٍ مما يمكرون } قرأ بن كثير { ضيق } بالكسر وقرأ الباقون بالفتح . وفي الفرق بينهما قولان : أحدهما : أنه بالفتح ما قل ، وبالكسر ما كثر ، قاله أبو عبيدة . الثاني : أنه بالفتح ما كان في الصدر ، وبالكسر ما كان في الموضع الذي يتسع ويضيق ، قاله الفراء . قوله عز وجل : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } اتقوا يعني فيما حرم الله عليهم . والذين هم محسنون فيما فرضه الله تعالى ، فجمع في هذه الآية اجتناب المعاصي وفعل الطاعات . وقوله : { مع الذين اتقوا } أي ناصر الذي اتقوا . وقال بعض أصحاب الخواطر : من اتقى الله في أفعاله أحْسَنَ إليه في أحواله ، والله أعلم .