Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 14-18)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَتَرَى الفلك مواخِرَ فيه } فيه خمسة أوجه : أحدها : أن المواخر المواقر ، قاله الحسن . الثاني : أنها التي تجري فيه معترضة ، قاله أبو صالح . الثالث : أنها تمخر الريح من السفن ، قاله مجاهد : لأن المخر في كلامهم هبوب الريح . الرابع : أنها تجري بريح واحدة مقبلة ومدبرة ، قاله قتادة . الخامس : أنها التي تشق الماء من عن يمين وشمال ، لأن المخر في كلامهم شق الماء وتحريكه قاله ابن عيسى . { ولتبتغوا من فضله } يحتمل وجهين : أحدهما : بالتجارة فيه . الثاني : بما تستخرجون من حليته ، وتأكلونه من لحومه . قوله عز وجل : { وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون } في العلامات ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها معالم الطريق بالنهار ، وبالنجوم يهتدون بالليل ، قاله ابن عباس . الثاني : أنها النجوم أيضاً لأن من النجوم ما يهتدي بها ، قاله مجاهد وقتادة والنخعي . الثالث : أن العلامات الجبال . وفي { النجم } قولان : أحدهما : أنه جمع النجوم الثابتة ، فعبر عنها بالنجم الواحد إشارة إلى الجنس . الثاني : أنه الجدي وحده لأنه أثبت النجوم كلها في مركزه . وفي المراد بالاهتداء بها قولان : أحدهما : أنه أراد الاهتداء بها في جميع الأسفار ، قاله الجمهور . الثاني : أنه أراد الاهتداء به في القِبلة . قال ابن عباس : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى { وبالنجم هم يهتدون } قال " هو الجدي يا ابن عباس عليه قبلتكم ، وبه تهتدون في بركم وبحركم " . قوله عز وجل : { وإن تعدوا نعمة اللهِ لا تحصوها } فيه وجهان : أحدهما : لا تحفظوها ، قال الكلبي . الثاني : لا تشكروها وهو مأثور . ويحتمل المقصود بهذا الكلام وجهين : أحدهما : أن يكون خارجاً مخرج الامتنان تكثيراً لنعمته أن تحصى . الثاني : أنه تكثير لشكره أن يؤدى . فعلى الوجه الأول يكون خارجاً مخرج الامتنان . وعلى الوجه الثاني خارجاً مخرج الغفران .