Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 28-32)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { الَّذِين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } قال عكرمة : نزلت هذه الآية في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا ، فأخرجتهم قريش إلى بدر كرها ، فقتلوا ، فقال الله { الذين تتوفاهم الملائكة } يعني بقبض أرواحهم . { ظالمي أنفسهم } في مقامهم بمكة وتركهم الهجرة . { فألقوا السّلَمَ } يعني في خروجهم معهم وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الصلح ، قاله الأخفش . الثاني : الاستسلام ، قاله قطرب . الثالث : الخضوع ، قاله مقاتل . { ما كنا نعمل من سوء } يعني من كفر . { بَلَى إن الله عليمٌ بما كنتم تعملون } يعني إن أعمالهم أعمال الكفار . قوله عز وجل : { … ولدار الآخرة خيرٌ } يحتمل وجهين : أحدهما : أن الجنة خير من النار ، وهذا وإن كان معلوماً فالمراد به تبشيرهم بالخلاص منها . الثاني : أنه أراد أن الآخرة خير من دار الدنيا ، قاله الأكثرون . { ولنعم دار المتقين } فيه وجهان : أحدهما : ولنعم دار المتقين الآخرة . الثاني : ولنعم دار المتقين الدنيا ، قال الحسن : لأنهم نالوا بالعمل فيها ثواب الآخرة ودخول الجنة . قوله تعالى : { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين } قيل معناه صالحين . ويحتمل طيبي الأنفس ثقة بما يلقونه من ثواب الله تعالى . ويحتمل وجهاً ثالثاً أن تكون وفاتهم وفاة طيبة سهلة لا صعوبة فيها ولا ألم بخلاف ما تقبض عليه روح الكافر . { يقولون سلام عليكم } يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون السلام عليهم إنذاراً لهم بالوفاة . الثاني : أن يكون تبشيراً لهم بالجنة ، لأن السلام أمان . { ادخلوا الجنة } يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون معناه أبشروا بدخول الجنة . الثاني : أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة . { بما كنتم تعملون } يعني في الدنيا من الصالحات .