Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 3-7)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { خَلَقَ الإنسان من نطفةٍ فإذا هو خصيم مبين } . الخصيم المحتج في الخصومة ، والمبين هو المفصح عما في ضميره . وفي صفته بذلك ثلاثة أوجه : أحدها : تعريف قدرة الله تعالى في إخراجه من النطفة المهينة إلى أن صار بهذه الحال في البيان والمكنة . الثاني : ليعرفه نعم الله تعالى عليه في إخراجه إلى هذه الحال بعدما خلقه من نطفة مهينة . الثالث : يعرفه فاحش ما ارتكب من تضييع النعمة بالخصومة في الكفر ، قاله الحسن . وذكر الكلبي أن هذه الآية نزلت في أُبي بن خلف الجمحي حين أخذ عظاماً نخرة فذراها وقال : أنُعادُ إذا صرنا هكذا . قوله عز وجل : { والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه اللباس ، قاله ابن عباس . الثاني : ما ستدفىء به من أصوافها وأوبارها وأشعارها ، قاله الحسن . الثالث : أن الدفء صغار أولادها التي لا تركب ، حكاه الكلبي . { ومنافِعُ } فيها وجهان : أحدهما : النسل ، قاله ابن عباس . الثاني : يعني الركوب والعمل . { ومنها تأكلون } يعني اللبن واللحم . قوله عز وجل : { ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون } يحتمل وجهين : أحدهما : أن الرواح من المراعي إلى الأفنية ، والسراح انتشارها من الأفنية إلى المراعي . الثاني : أنه على عموم الأحوال في خروجها وعودها من مرعى أو عمل أو ركوب وفي الجمال بها وجهان : أحدهما : قول الحسن إذا رأوها : هذه نَعَمُ فلان ، قاله السدي . الثاني : توجه الأنظار إليها ، وهو محتمل . وقد قدم الرواح على السراح وإن كان بعده لتكامل درها ولأن النفس به أسَرُّ . { وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلا بِشِقِّ الأنفس } في البلد قولان : أحدهما : أنه مكة لأنها من بلاد الفلوات . الثاني : أنه محمول على العموم في كل بلد مسلكه على الظهر . { إلا بشق الأنفس } فيه وجهان : أحدهما : أنكم لولاها ما بلغتموه إلا بشق الأنفس . الثاني : أنكم مع ركوبها لا تبلغونه إلا بشق الأنفس ، فكيف بكم لو لم تكن . وفي شق الأنفس وجهان : أحدهما : جهد النفس ، مأخوذ من المشقة . الثاني : أن الشق النصف فكأنه يذهب بنصف النفس .