Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 91-92)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم } يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : أنه النذور . الثاني : ما عاهد الله عليه من عهد في طاعة الله . الثالث : أنه التزام أحكام الدين بعد الدخول فيه . { ولا تنقضوا الأيمان بَعْدَ توكيدها } يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : لا تنقضوها بالامتناع بعد توكيدها بالالتزام . الثاني : لا تنقضوها بالعذر بعد توكيدها بالوفاء . الثالث : لا تنقضوها بالحنث بعد توكيدها بالِبّر . وفي هذه الآية ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها نزلت في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم . الثاني : أنها نزلت في الحلف الذي كان في الجاهلية بين أهل الشرك ، فجاء الإسلام بالوفاء به . الثالث : أنها نزلت في كل عقد يمين عقده الإنسان على نفسه مختاراً يجب عليه الوفاء به ما لم تدع ضرورة إلى حله . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " فليأت الذي هو خير " محمول على الضرورة دون المباح . وأهل الحجاز يقولون . وكّدت هذه اليمين توكيداً ، وأهل نجد يقولون أكدتها تأكيداً . قوله عز وجل : { ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً } وهذا مثل ضربه الله تعالى لمن نقض عهده ، وفيه قولان : أحدها : أنه عنى الحبْل ، فعبر عنه بالغزل ، قاله مجاهد . الثاني : أنه عنى الغزل حقيقة . { من بعد قوة } فيه قولان : أحدهما : من بعد إبرام . قاله قتادة . الثاني : أن القوة ما غزل على طاق ولم يثن . { أنكاثاً } يعني أنقاضاً ، واحده نكث ، وكل شيء نقض بعد الفتل أنكاثٌ . وقيل أن التي نقضت غزلها من بعد قوة امرأة بمكة حمقاء ، قال الفراء : إنها ريطة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرّة ، سميت جعدة لحمقها ، كانت تغزل الصوف ثم تنقضه بعدما تبرمه ، فلما كان هذا الفعل لو فعلتموه سفهاً تنكرونه كذلك نقض العهد الذي لا تنكرونه . { تتخذون أيمانكُمْ دَخَلاً بينكُمْ } فيه ستة تأويلات : أحدها : أن الدخل الغرور . الثاني : أن الدخل الخديعة . الثالث : أنه الغل والغش . الرابع : أن يكون داخل القلب من الغدر غير ما في الظاهر من لزوم الوفاء . الخامس : أنه الغدر والخيانة ، قاله قتادة . السادس : أنه الحنث في الأيمان المؤكدة . { أن تكون أمة هي أربى من أمة } أن أكثر عدداً وأزيد مدداً ، فتطلب بالكثرة أن تغدر بالأقل بأن تستبدل بعهد الأقل عهد الأكثر . وأربى : أفعل الربا ، قال الشاعر :