Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-100)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : فإذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله تعالى ، قاله الزجاج . الثاني : فإذا كنت قارئاً فاستعذ بالله . الثالث : أنه من المؤخر الذي معناه مقدم ، وتقديره : فإذا استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن . والاستعاذة هي استدفاع الأذى بالأعلى من وجه الخضوع والتذلل والمعنى فاستعذ بالله من وسوسة الشيطان عند قراءتك لتسلم في التلاوة من الزلل ، وفي التأويل من الخطأ . وقد ذكرنا في صدر الكتاب معنى الرجيم . قوله عز وجل : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } فيه أربعة تأويلات : أحدها : ليس له قدرة على أن يحملهم على ذنب لا يغفر ، قاله سفيان . الثاني : ليس له حجة على ما يدعوهم إليه من المعاصي ، قاله مجاهد . الثالث : ليس له عليهم سلطان لاستعاذتهم باللَّه منه ، لقوله تعالى { وإمّا ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } [ فصلت : 36 ] . الرابع : أنه ليس له عليهم سلطان بحال لأن الله تعالى صرف سلطانه عنهم حين قال عدو الله إبليس { ولأغوينهم أجميعن إلا عبادَك منهم المخلصين } [ الحجر : 39 - 40 ] فقال الله تعالى { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } [ الحجر : 42 ] وفي معنى السلطان وجهان : أحدهما : الحجة ، ومنه سمي الوالي سلطاناً لأنه حجة الله تعالى في الأرض . الثاني : أنها القدرة ، مأخوذ من السُّلْطَة ، وكذلك سمي السلطان سلطاناً لقدرته . { إنما سلطانه على الذين يتولونه } يعني يتبعونه . { والذين هُمْ به مشركون } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : والذين هم بالله مشركون ، قاله مجاهد . الثاني : والذين أشركوا الشيطان في أعمالهم ، قاله الربيع بن أنس . الثالث : والذين هم لأجل الشيطان وطاعته مشركون ، قاله ابن قتيبة .