Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 49-52)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وقالوا أئِذا كُنّا عظاماً ورفاتاً } فيه تأويلان : أحدهما : أن الرفات التراب ، قاله الكلبي والفراء . الثاني : أنه ما أرفت من العظام مثل الفتات ، قاله أبو عبيدة ، قال الراجز : @ صُمَّ الصَّفَا رَفَتَ عَنْهَا أَصْلُهُ @@ قوله عز وجل : { قل كونوا حجارةً أو حديداً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه إن عجبتم من إنشاء الله تعالى لكم عظاماً ولحماً فكونوا أنتم حجارة أو حديداً إن قدرتم ، قاله أبو جعفر الطبري . الثاني : معناه أنكم : لو كنتم حجارة أو حديداً لم تفوتوا الله تعالى إذا أرادكم إلا أنه أخرجه مخرج الأمر لأنه أبلغ من الإلزام ، قاله علي بن عيسى . الثالث : معناه لو كنتم حجارة أو حديداً لأماتكم الله ثم أحياكم . { أو خَلْقاً ممّا يكبر في صدوركم } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه عنى بذلك السموات والأرض والجبال لعظمها في النفوس ، قاله مجاهد . الثاني : أنه أراد الموت لأنه ليس شيء أكبر في نفس ابن آدم منه وقد قال أمية ابن أبي الصلت : @ نادوا إلههمُ ليسرع خلقهم وللموت خلق للنفوس فظيعُ @@ وهذا قول ابن عمر وابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص . الثالث : أنه أراد البعث لأنه كان أكبر شيء في صدروهم قاله الكلبي . الرابع : ما يكبر في صدوركم من جميع ما استعظمتموه من خلق الله تعالى ، فإن الله يميتكم ثم يحييكم ثم يبعثكم ، قاله قتادة . { … فسينغضون إليك رءُوسَهُم } قال ابن عباس وقتادة ، أي يحركون رؤوسهم استهزاء وتكذيباً ، قال الشاعر : @ قلت لها صلي فقالت مِضِّ وحركت لي رأسها بالنغضِ @@ قوله عز وجل : { يَوْمَ يدعوكم فتستجيبون بحمده } في قوله تعالى يدعوكم قولان : أحدهما : أنه نداء كلام يسمعه جميع الناس يدعوهم الله بالخروج فيه إلى أرض المحشر . الثاني : أنها الصيحة التي يسمعونها فتكون داعية لهم إلى الاجتماع في أرض القيامة . وفي قوله : { فتستجيبون بحمده } أربعة أوجه : أحدها : فتستجيبون حامدين لله تعالى بألسنتكم . الثاني : فتستجيبون على ما يقتضي حمد الله من أفعالكم . الثالث : معناه فستقومون من قبوركم بحمد الله لا بحمد أنفسكم . الرابع : فتستجيبون بأمره ، قاله سفيان وابن جريج . { وتظنون إن لبثتم إلاّ قليلاً } فيه خمس أوجه : أحدها : إن لبثتم إلا قليلاً في الدنيا لطول لبثكم في الآخرة ، قاله الحسن . الثاني : معناه الاحتقار لأمر الدنيا حين عاينوا يوم القيامة ، قاله قتادة . الثالث : أنهم لما يرون من سرعة الرجوع يظنون قلة اللبث في القبور . الرابع : أنهم بين النفختين يرفع عنهم العذاب فلا يعذبون ، وبينهما أربعون سنة فيرونها لاستراحتهم قليقلة ؛ قاله الكلبي . الخامس : أنه لقرب الوقت ، كما قال الحسن كأنك بالدنيا لم تكن وبالآخرة لم تزل .