Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 110-110)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { … فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلُ عَمَلاً صَالِحاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني فمن كان يخاف لقاء ربه ، قاله مقاتل ، وقطرب . الثاني : من كان يأمل لقاء ربه . الثالث : من كان يصدّق بلقاء ربه ، قاله الكلبي . وفي لقاء ربه وجهان : أحدهما : معناه ثواب ربه ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : من كان يرجو لقاء ربه إقراراً منه بالعبث إليه والوقوف بين يديه . { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الخالص من الرياء ، قاله ذو النون المصري . الثاني : أن يلقى الله به فلا يستحي منه ، قاله يحيى بن معاذ . الثالث : أن يجتنب المعاصي ويعمل بالطاعات . { وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } فيه وجهان : أحدهما : أن الشرك بعباته الكفر ، ومعناه لا يُعْبَد معه غيرُه ، قاله الحسن . الثاني : أنه الرياء ، ومعناه ولا يرائي بعمله أحداً ، قاله سعيد بن جبير ، ومجاهد . روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أَخْوَفُ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الشِّرْكَ وَالشَّهْوَةَ الخَفِيَّةَ " قيل : أتشرك أمتك بعدك ؟ قال : " لاَ ، أَمَّا أَنَّهُم لاَ يَعْبُدونَ شَمْساً وَلاَ قَمَراً وَلاَ حَجراً وَلاَ وَثَناً وَلكِنّهُم يُرَاءُونَ بِعَمَلِهِم " فقيل : يا رسول الله وذلك شرك ؟ فقال : " نَعَم " . قيل : وما الشهوة الخفية ، قال : " يُصْبِحُ أَحَدُهُم صَائِماً فَتَعْرِضُ لَهُ الشَّهْوَةُ مِن شَهَواتِ الدُّنْيَا فَيُفْطِرَ لَهَا وَيَتْرُكَ صَوْمَهُ " . وحكى الكلبي ومقاتل : أن هذه الآية نزلت في جندب بن زهير العامري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : إنا لنعمل العمل نريد به وجه الله فيثنى به علينا فيعجبنا ، وأني لأصلي الصلاة فأطولها رجاء أن يثنى بها عليّ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ أَنَا خَيرُ شَرِيكٍ فَمَنْ أَشَرَكَنِي فِي عَمَلٍ يَعْمَلُهُ لِي أَحَداً مِن خَلْقِي تَرَكْتُهُ وذلِكَ الشَّرِيكَ " ونزلت فيه هذه الآية : { فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } فتلاها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل إنها آخر آية نزلت من القرآن .