Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 50-50)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وإذ قلنا للملائكة اسجُدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجنِّ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه كان من الجن على ما ذكره الله تعالى . ومنع قائل هذا بعد ذلك أن يكون من الملائكة لأمرين : أحدهما : أن له ذرية ، والملائكة لا ذرية لهم . الثاني : أن الملائكة رسل الله سبحانه ولا يجوز عليهم الكفر ، وإبليس قد كفر ، قال الحسن : ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط ، وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس . الثاني : أنه من الملائكة ، ومن قالوا بهذا اختلفوا في معنى قوله تعالى { كان من الجن } على ثلاثة أقاويل : أحدها : ما قاله قتادة أنه كان من أفضل صنف من الملائكة يقال لهم الجن . الثاني : ما قاله ابن عباس ، أنه كان من الملائكة من خزان الجنة ومدبر أمر السماء الدنيا فلذلك قيل من الجن لخزانة الجنة ، كما يقال مكي وبصري . الثالث : أن الجن سبط من الملائكة خلقوا من نار وإبليس منهم ، وخلق سائر الملائكة من نور ، قاله سعيد من جبير ، قاله الحسن : خلق إبليس من نار وإلى النار يعود . الثالث : أن إبليس لم يكن من الإنس ولا من الجن ، ولكن كان من الجان ، وقد مضى من ذكره واشتقاق اسمه ما أغنى . { ففسق عن أمر ربه … } فيه وجهان : أحدهما : أن الفسق الاتساع ومعناه اتسع في محارم الله تعالى : الثاني : أن الفسق الخروج أي خرج من طاعة ربه ، من قولهم فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها ، وسميت الفأرة فويسقة لخروجها من حجرها قال رؤبة بن العجاج : @ يهوين من نجدٍ وغورٍ غائرا فواسقاً عن قصدها جوائرا @@ وفي قوله تعالى : { … بئس للظالمين بدلاً } وجهان : أحدهما : بئس ما استبدلوا بطاعة الله طاعة إبليس ، قاله قتادة . الثاني : بئس ما استبدلوا بالجنة النار .