Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 77-78)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَآ أَتَيآ أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا } اختلف في هذه القرية على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها أنطاكية ، قاله الكلبي . الثاني : أنها الأبُلة ، قاله قتادة . الثالث : أنها باجروان بإرمينية ، قاله مقاتل . { فَأَبَوْا إِن يُضَيِّفُوهُمَا } يقال أضفت الرجل إذا نزل عليك فأنت مضيف . وضفت الرجل إذا نزلت عليه فأنت ضيف . وكان الطلب منهما الفاقة عُذراً فيهما . والمنع من أهل القرية لشحٍ أثموا به . { فَوَجَدَا فِيها جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } أي كاد أن ينقض ؛ ذلك على التشبيه بحال من يريد أن يفعل في التالي ، كقول الشاعر : @ يريد الرمح صدر أبي براءٍ … . ويرغب عن دماءِ بني عقيل @@ ومعنى ينقض يسقط بسرعة ، ويناقض ينشق طولاً . وقرأ يحيى بن يعمر { يُرِيدُ أَن يَنقَصَّ } بالصاد غير المعجمة ، من النقصان . { فَأَقَامَهُ } قال سعيد بن جبير : أقام الجدار بيده فاستقام ، وأصل الجدر الظهور ومنه الجدري لظهوره . وعجب موسى عليه السلام وقد { اسْتَطْعَمَآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا } فأقام لهم الجدار فـ { قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } قال قتادة : شر القرى لا تضيف الضيف ولا تعرف لابن السبيل حقه . قوله عز وجل : { قَالَ هَذا فِرَاقٌ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } فيه وجهان : أحدهما : هذا الذي قلته { فِرَاقٌ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } الثاني : هذا الوقت { فِرَاقٌ بَيْنِي وَبَيْنِكَ } { سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } يحتمل وجهين : أحدهما : لم تستطع على المشاهدة له صبراً . الثاني : لم تستطع على الإِمساك عن السؤال عنه صبراً . فروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى لَو صَبَرَ لاَقْتَبَسَ مِنْهُ أَلْفَ بَابٍ " .