Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 1-6)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { كهيعص } فيه ستة أقاويل : أحدها : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة . الثاني : أنه اسم من أسماء الله ، قاله علي كرم الله وجهه . الثالث : أنه استفتاح السورة ، قاله زيد بن أسلم . الرابع : أن اسم السورة ، قاله لحسن . الخامس : أنه من حروف الجُمل تفسيرلا إله إلا الله ، لأن الكاف عشرون والهاء خمسة والياء عشرة والعين سبعون والصاد تسعون . كذلك عدد حروف لا إله إلا الله ، حكه أبان بن تغلب . السادس : أنها حروف أسماء الله . فأما الكاف فقد اختلفوا فيها من أي اسم هي على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها من كبير ، قاله ابن عباس . الثاني : أنها من كاف ، قاله الضحاك . الثالث : أنها من كريم ، قاله ابن جبير . وأما الهاء فإنها من هادٍ عند جميعهم . وأما الياء ففيها أربعة أقاويل : أحدها : أنها من يمن ، قاله ابن عباس . الثاني : من حكيم قاله ابن جبير . الثالث : أنها من ياسين حكاه سالم . الرابع : أنها من يا للنداء وفيه على هذا وجهان : أحدهما : يا من يجيب من دعاه ولا يخيب من رجاه لما تعقبه من دعاء زكريا . الثاني : يا من يجير ولا يجار عليه ، قاله الربيع بن أنس . وأما العين ففيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها من عزيز ، قاله ابن جبير . الثاني : أنها من عالم ، قاله ابن عباس . الثالث : من عدل ، قاله الضحاك . وأما الصاد فإنها من صادق في قول جميعهم فهذا بيان للقول السادس . ويحتمل سابعاً : أنها حروف من كلام أغمضت معانيه ونبه على مراده فيه يحتمل أن يكون : كفى وهدى من لا يعص فتكون الكاف من كفى والهاء من هدى والباقي حروف يعصى لأن ترك المعاصي يبعث على امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، فصار تركها كافياً من العقاب وهادياً إلى الثواب وهذا أوجز وأعجز من كل كلام موجز لأنه قد جمع في حروف كلمة معاني كلام مبسوط وتعليل أحكام وشروط . ثم ذكر حال من كفاه وهداه فقال : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّآ } فذكر رحمته حين أجابه إلى ما سألِه فاحتمل وجهين : أحدهما : أنه رحمه بإجابته له . الثاني : أنه إجابة لرحمته له . قوله تعالى : { … نِدآءً خَفِيّاً } [ فيه قولان ] . أحدهما : قاله ابن جريج ، سراً لا رياء فيه . قال قتادة إن الله يعلم القلب النقي ويسمع الصوت الخفي فأخفى زكريا نداءه لئلا ينسب إلى الرياء فيه . الثاني : قاله مقاتل ، إنما أخفى لئلا يهزأ الناس به ، فيقولون انظروا إلى هذا الشيخ يسأل الولد . ويحتمل ثالثاً : أن إخفاء الدعاء أخلص للدعاء وأرجى للإِجابة للسنة الواردة فيه : إن الذي تدعونه ليس بأصم . قوله تعالى : { … إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي } أي ضعف وفي ذكره وهن العظم دون اللحم وجهان : أحدهما : أنه لما وهن العظم الذي هو أقوى كان وهن اللحم والجلد أولى . الثاني : أنه اشتكى ضعف البطش ، والبطش إنما يكون بالعظم دون اللحم . { وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً } هذا من أحسن الاستعارة لأنه قد ينشر فيه الشيب كما ينشر في الحطب شعاع النار . { وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } أي خائباً ، أي كنت لا تخيبني إذا دعوتك ولا تحرمني إذا سألتك . قوله تعالى : { وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ … } فيهم أربعة أقاويل : أحدها : العصبة ، قاله مجاهد وأبو صالح . الثاني : الكلالة ، قاله ابن عباس . الثالث : الأولياء أن يرثوا علمي دون من كان من نسلي قال لبيد : @ ومولى قد دفعت الضيم عنه وقد أمسى بمنزلةِ المُضيمِ @@ الرابع : بنو العلم لأنهم كانواْ شرار بني إسرائيل . وسموا موالي لأنهم يلونه في النسب لعدم الصلب . وفيما خافهم عليه قولان : أحدهما : أنه خافهم على الفساد في الأرض . الثاني : أنه خافهم على نفسه في حياته وعلى أشيائه بعد موته . ويجوز أن يكون خافهم على تبديل الدين وتغييره . روى كثير ابن كلثمة أنه سمع علي بن الحسين عليهما السلام يقرأ : { وَإِنِّي خِفْتُ } بالتشديد بمعنى قلّت . وفي قوله : { مِن وَرَآءِي } وجهان : أحدهما : من قدامي وهو قول الأخفش . الثاني : بعد موتي ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { … فَهَبْ لِي مِن لَّدنكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } فيه أربعة أوجه : أحدها : يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة ، قاله أبو صالح . الثاني : يرثني ويرث من آل يعقوب العلم والنبوة ، قاله الحسن . الثالث : يرثني النبوة ويرث من آل يعقوب الأخلاق ، قاله عطاء . الرابع : يرثني العلم ويرث من آل يعقوب الملك ، قاله ابن عباس ، فأجابه الله إلى وراثة العلم ويرث من آل يعقوب الملك ، قاله ابن عباس . فأجابه الله إلى وراثة العلم ولم يجبه إلى وارثة الملك . قال الكلبي : وكان آل يعقوب أخواله وهو يعقوب بن ماثان وكان فيهم الملك ، وكان زكريا من ولد هارون بن عمران أخي موسى . قال مقاتل ويعقوب بن ماثان هو أخو عمران أبي مريم لأن يعقوب وعمران إِبنا ماثان ، فروى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يَرْحَمُ اللَّهُ زَكَرِيَّآ مَا كَانَ عَلَيهِ مِن وَرثَتِهِ " . { وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } فيه وجهان : أحدهما : مرضياً في أخلاقه وأفعاله . الثاني : راضياً بقضائك وقدرك . ويحتمل ثالثاً : أن يريد نبياً .