Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 27-33)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { … شَيْئاً فَرِيّاً } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أنه القبيح من الإفتراء ، قاله الكلبي . الثاني : أنه العمل العجيب ، قاله الأخفش . الثالث : العظيم من الأمر ، قاله مجاهد ، وقتادة ، والسدي . الرابع : أنه المتصنع مأخوذ من الفرية وهو الكذب ، قاله اليزيدي . الخامس : أنه الباطل . قوله تعالى : { يَآ أُخْتَ هَارُونَ … } وفي هذا الذي نسبت إليه أربعة أقاويل : أحدها : أنه كان رجلاً صالحاً من بني إسرائيل ينسب إليه من يعرف بالصلاح ، قاله مجاهد وكعب ، والمغيرة بن شعبة يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم الثاني : أنه هارون أخو موسى فنسبت إليه لأنها من ولده كما يقال يا أخا بني فلان ، قاله السدي . الثالث : أنه كان أخاها لأبيها وأمها ، قاله الضحاك . الرابع : أنه كان رجلاً فاسقاً معلناً بالفسق ونسبت إليه ، قاله ابن جبير . { وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } أي زانية . وسميت الزانية بغياً لأنها تبغي الزنا أي تطلبه . قوله تعالى : { فَأشَارَتْ إِلَيْهِ } فيه قولان : أحدهما : أشارت إلى الله فلم يفهموا إشارتها ، قاله عطاء . الثاني : أنها أشارت إلى عيسى وهو الأظهر ، إما عن وحي الله إليها ، وإما لثقتها بنفسها في أن الله تعالى سيظهر براءتها ، فأشارت إلى الله إليها ، فأشارت إلى عيسى أن كلموه فاحتمل وجهين : أحدهما : أنها أحالت الجواب عليه استكفاء . الثاني : أنها عدلت إليه ليكون كلامه لها برهاناً ببراءتها . { قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ } وفي { كَانَ } في هذا الموضع وجهان : أحدهما : أنها بمعنى يكون تقديره من يكون في المهد صبياً قاله ابن الأنباري . الثاني : أنها صلة زائدة وتقديره من هو في المهد ، قاله ابن قتيبة . وفي { الْمَهْدِ } وجهان : أحدهما : أنه سرير الصبي المعهود لمنامه . الثاني : إنه حجرها الذي تربيه فيه ، قاله قتادة . وقيل إنهم غضبوا وقالوا : لسخريتها بنا أعظم من زناها ، قاله السدي . فلما تكلم قالوا : إن هذا لأمر عظيم . { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ } وإنما قدم إقراره بالعبودية ليبطل به قول من ادعى فيه الربوبية وكان الله هو الذي أنطقه بذلك لعلمه بما يتقوله الغالون فيه . { ءَآتَانِيَ الْكِتَابَ } أي سيؤتيني الكتاب . { وَجَعَلَنِي نَبِيَّاً } فيه وجهان : أحدهما : وسيجعلني نبياً ، والكلام في المهد من مقدمات نبوته . الثاني : أنه كان في حال كلامه لهم في المهد نبياً كامل العقل ولذلك كانت له هذه المعجزة ، قاله الحسن . وقال الضحاك : تكلم وهو ابن أربعين . [ يوماً ] . قوله تعالى : { وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : نبياً ، قاله مجاهد . الثاني : آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر . الثالث : معلماً للخير ، قاله سفيان . الرابع : عارفاً بالله وداعياً إليه . { وأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ } فيها وجهان : أحدهما : الدعاء والإِخلاص . الثاني : الصلوات ذات الركوع والسجود . ويحتمل ثالثاً : أن الصلاة الإِستقامة مأخوذ من صلاة العود إذا قوّم اعوجاجه بالنار . { وَالزَّكَاة … } فيها وجهان : أحدهما : زكاة المال . الثاني : التطهير من الذنوب . ويحتمل ثالثاً : أن الزكاة الاستكثار من الطاعة ، لأن الزكاة في اللغة النماء والزيادة . قوله تعالى : { وَبَرَّاً بِوَالِدَتِي } يحتمل وجهين : أحدهما : بما برأها به من الفاحشة . الثاني : بما تكفل لها من الخدمة . { وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } فيه وجهان : أحدهما : أن الجبار الجاهل بأحكامه ، الشقي المتكبر عن عبادته . الثاني : أن الجبار الذي لا ينصح ، والشقي الذي لا يقبل النصيحة . ويحتمل ثالثاً : أن الجبار الظالم للعباد ، والشقي الراغب في الدنيا . قوله تعالى : { وَالْسَّلاَمُ عَلَيَّ … } الآية . فيه وجهان : أحدهما : يعني بالاسلام السلامة ، يعني في الدنيا ، { وَيَوْمَ أَمُوتُ } يعني في القبر ، { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيَّاً } يعني في الآخرة ، لأن له أحوالاً ثلاثاً : في الدنيا حياً ، وفي القبر ميتاً ، وفي الآخرة مبعوثاً ، فسلم في أحواله كلها ، وهو معنى قول الكلبي . الثاني : يعني بالسلام { يَوْمَ وُلِدتُّ } سلامته من همزة الشيطان فإنه ليس مولود يولد إلا همزه الشيطان وذلك حين يستهل ، غير عيسى فإن الله عصمه منها . وهو معنى قوله تعالى : { وَإِنِّي أُعِذُهَا وَذُرّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } { وَيَوْْمَ أَمُوتُ } يعني سلامته من ضغطة القبر لأنه غير مدفون في الأرض { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } لم أر فيه على هذا الوجه ما يُرضي . ويحتمل أن تأويله على هذه الطريقة سلامته من العرض والحساب لأن الله ما رفعه إلى السماء إلا بعد خلاصه من الذنوب والمعاصي . قال ابن عباس ثم انقطع كلامه حتى بلغ مبلغ الغلمان .