Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 59-60)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } الآية . في الفرق بين الخلْف بتسكين اللام والخلف بتحريكها وجهان : أحدهما : أنه بالفتح إذا خلفه من كان من أهله ، وبالتسكين إذا خلفه من ليس من أهله . الثاني : أن الخلْف بالتسكين مستعمل في الذم ، وبالفتح مستعمل في المدح قال لبيد : @ ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلفٍ كجلد الأجْرب @@ وفي هذا الخلف قولان : أحدهما : أنهم اليهود من بعد ما تقدم من الأنبياء ، قاله مقاتل . الثاني : أنهم من المسلمين . فعلى هذا في قوله { من بَعْدِهِم } قولان : أحدهما : من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، من عصر الصحابة وإلى قيام الساعة كما روى الوليد بن قيس حكاه إبراهيم عن عبيدة . الثاني : إنهم من بعد عصر الصحابة . روى الوليد بن قيس عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً { خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ } " . الآية . وفي إضاعتهم الصلاة قولان : أحدهما : تأخيرها عن أوقاتها ، قال ابن مسعود وعمر بن عبد العزيز . الثاني : تركها ، قاله القرظي . ويحتمل ثالثاً : أن تكون إضاعتها الإِخلال باستيفاء شروطها . { فَسَوْفَ يَلْقَونَ غَيّاً } فيه خمسة أقاويل : أحدها : أنه واد في جهنم ، قالته عائشة وابن مسعود . الثاني : أنه الخسران ، قاله ابن عباس . الثالث : أنه الشر ، قاله ابن زيد . الرابع : الضلال عن الجنة . الخامس : الخيبة ، ومنه قول الشاعر : @ فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائماً @@ من يغو : أي من يخب .