Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 11-12)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا في الأَرضِ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أنه الكفر . والثاني : فعل ما نهى الله عنه ، وتضييع ما أمر بحفظه . والثالث : أنه ممالأة الكفار . وكل هذه الثلاثة ، فساد في الأرض ، لأن الفساد العدول عن الاستقامة إلى ضدها . واختلف فِيمَنْ أُريدَ بهذا القول على وجهين : أحدهما : أنها نزلت في قوم لهم يكونوا موجودين في ذلك الوقت ، وإنما يجيئون بعد ، وهو قول سليمان . والثاني : أنها نزلت في المنافقين ، الذين كانوا موجودين ، وهو قول ابن عباس ومجاهد . { قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أنهم ظنوا أن في ممالأة الكفار صلاحاً لهم ، وليس كما ظنوا ، لأن الكفار لو يظفرون بهم ، لم يبقوا عليهم ، فلذلك قال : { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لاَ يَشْعُرُونَ } . والثاني : أنهم أنكروا بذلك ، أن يكونوا فعلوا ما نهوا عنه من ممالأة الكفار ، وقالوا إنما نحن مصلحون في اجتناب ما نهينا عنه . والثالث : معناه أن ممالأتنا الكفار ، إنما نريد بها الإصلاح بينهم وبين المؤمنين ، وهذا قول ابن عباس . والرابع : أنهم أرادوا أن ممالأة الكفار صلاح وهدى ، وليست بفساد وهذا قول مجاهد . فإن قيل : فكيف يصح نفاقهم مع مجاهدتهم بهذا القول ؛ ففيه جوابان : أحدهما : أنهم عرَّضوا بهذا القول ، وكَنُّوا عنه من غير تصريح به . والثاني : أنهم قالوا سراً لمن خلوا بهم من المسلمين ، ولم يجهروا به ، فبقوا على نفاقهم .