Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 155-157)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم } يعني أهل مكة ، لما تقدم من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلها عليهم سنين كسني يوسفَ حين قحطوا سبع سنين ، فقال الله تعالى مجيباً لدعاء نبيه : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالجُوعِ } الخوف يعني الفزع في القتال ، والجوع يعني المجاعة بالجدب . { وَنَقْصٍ مِّنَ الأمَوَالِ } يحتمل وجهين : أحدهما : نقصها بالجوائح المتلفة . والثاني : زيادة النفقة في الجدب . { وَالأَنفُسِ } يعني ونقص الأنفس بالقتل والموت . { وَالثَّمَرَاتِ } قلة النبات وارتفاع البركات . { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : وبشر الصابرين على الجهاد بالنصر . والثاني : وبشر الصابرين على الطاعة بالجزاء . والثالث : وبشر الصابرين على المصائب بالثواب ، وهو أشبه لقوله من بعد : { الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا : إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } يعني : إذا أصابتهم مصيبة في نفس أو أهل أو مال قالوا : إنا لله : أي نفوسنا وأهلونا وأموالنا لله ، لا يظلمنا فيما يصنعه بنا { وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } يعني بالبعث في ثواب المحسن ومعاقبة المسيء . ثم قال تعالى في هؤلاء : { أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } الصلاة اسم مشترك المعنى فهي من الله تعالى الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ، ومن الناس الدعاء ، كما قال تعالى : { إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَاً } . وقال الشاعر : @ صلّى على يحيى وأشياعه رَبٌّ كريمٌ وشفيع مطاع @@ قوله تعالى : { أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِّن رَّبِّهِمْ } أي رحمة ، وذكر ذلك بلفظ الجمع لأن بعضها يتلو بعضاً . ثم قال : { وَرَحْمَةٌ } فأعادها مع اختلافها للفظين لأنه أوكد وأبلغ كما قال : { مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى } . وفي قوله تعالى : { وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } وجهان محتملان : أحدهما : المهتدون إلى تسهيل المصائب وتخفيف الحزن . والثاني : المهتدون إلى استحقاق الثواب وإجزال الأجر .