Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 165-167)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم أخبر أن مع هذه الآيات الباهرة لذوي العقول { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً } والأنداد الأمثال ، واحدها ند ، والمراد به الأصنام التي كانوا يتخذونها آلهة يعبدونها كعبادة الله تعالى مع عجزها عن قدرة الله في آياته الدالة على وحدانيته . ثم قال تعالى : { يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ } يعني أنهم مع عجز الأصنام يحبونهم كحب الله مع قدرته . { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ } يعني من حب أهل الأوثان لأوثانهم ، ومعناه أن المخلصين لله تعالى هم المحبون حقاً . قوله تعالى : { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا } فيهم قولان : أحدهما : أن الذين اتبعوا هم السادة والرؤساء تبرؤوا ممن اتبعهم على الكفر ، وهذا قول عطاء . والثاني : أنهم الشياطين تبرؤوا من الإنس ، وهذا قول السدي . { وَرَأَوُا الْعَذَابَ } يعني به المتبوعين والتابعين . وفي رؤيتهم للعذاب وجهان محتملان : أحدهما : تيقنهم له عند المعاينة في الدنيا . والثاني : أن الأمر بعذابهم عند العرض والمساءلة في الآخرة . { وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أن الأسباب تواصلهم في الدنيا ، وهو قول مجاهد وقتادة . والثاني : المنازل التي كانت لهم في الدنيا ، وهو قول ابن عباس . والثالث : أنها الأرحام ، وهو رواية ابن جريج عن ابن عباس . والرابع : أنها الأعمال التي كانوا يعملونها في الدنيا ، وهو قول السدي . والخامس : أنها العهود والحلف الذي كان بينهم في الدنيا . { وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مَنْهُم كَمَا تَبَرَّءُوا مَنَّا } يريد بذلك أن الأتباع قالوا للمتبوعين لو أن لنا كرة أي رجعة إلى الدنيا فنتبرأ منكم فيها كما تبرأتم منا في الآخرة . { كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَلَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ } يريد المتبوعين والأتباع ، والحسرة شدة الندامة على محزون فائت . وفي { أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ } وجهان : أحدهما : برهم الذي حبط بكفرهم ، لأن الكافر لا يثاب مع كفره . والثاني : ما نقصت به أعمارهم في أعمال المعاصي أن لا تكون مصروفة إلى طاعة الله . { وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } يريد به أمرين : أحدهما : فوات الرجعة . والثاني : خلودهم في النار .