Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 204-207)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةٍ الدُّنْيَا } فيه قولان : أحدهما : يعني من الجميل والخير . والثاني : من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والرغبة في دينه . { وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أن يقول : اللهم اشهد عليّ فيه ، وضميره بخلافه . والثاني : معناه : وفي قلبه ما يشهد الله أنه بخلافه . والثالث : معناه : ويستشهد الله على صحة ما في قلبه ، ويعلم أنه بخلافه . وهي في قراءة ابن مسعود { وَيَسْتَشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ } . { وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } والألد من الرجال الشديد الخصومة ، وفي الخصام قولان : أحدهما : أنه مصدر ، وهو قول الخليل . والثاني : أنه جمع خصيم ، وهو قول الزجاج . وفي تأويل : { أَلَدُّ الْخِصَامِ } هنا أربعة أوجه : أحدها : أنه ذو جدال ، وهو قول ابن عباس . والثاني : يعني أنه غير مستقيم الخصومة ، لكنه معوجها ، وهذا قول مجاهد ، والسدي . والثالث : يعني أنه كاذب ، في قول الحسن البصري . والرابع : أنه شديد القسوة في معصية الله ، وهو قول قتادة . وقد روى ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى الأَلَدُّ الخَصَمُ " . وفيمن قصد بهذه الآية وما بعدها قولان : أحدهما : أنه صفة للمنافق ، وهذا قول ابن عباس ، والحسن . والثاني : أنها نزلت في الأخنس بن شريق ، وهو قول السدي . قوله تعالى : { وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ } في قوله تولى تأويلان : أحدهما : يعني غضب ، حكاه النقاش . والثاني : انصرف ، وهو ظاهر قول الحسن . وفي قوله تعالى : { لِيُفْسِدَ فِيهَا } تأويلان : أحدهما : يفسد فيها بالصد . والثاني : بالكفر . { وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ } فيه تأويلان : أحدهما : بالسبي والقتل . والثاني : بالضلال الذي يؤول إلى السبي والقتل . { وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ } معناه لا يحب أهل الفساد . وقال بعضهم لا يمدح الفساد ، ولا يثني عليه ، وقيل أنه لا يحب كونه ديناً وشرعاً ، ويحتمل : لا يحب العمل بالفساد . قوله تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ } فيه تأويلان : أحدهما : معناه دعته العزة إلى فعل الإثم . والثاني : معناه إذا قيل له اتق الله ، عزت نفسه أن يقبلها ، للإثم الذي منعه منها . قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللهِ } يشري نفسه أي يبيع ، كما قال تعالى : { وَشَرَوهُ بثَمَنٍ بَخْسٍ } [ يوسف : 20 ] أي باعوه ، قال الحسن البصري : العمل الذي باع به نفسه الجهاد في سبيل الله . واخْتُلِفَ فيمن نزلت فيه هذه الآية ، على قولين : أحدهما : نزلت في رجل ، أمر بمعروف ونهى عن منكر ، وقتل ، وهذا قول علي ، وعمر ، وابن عباس . والثاني : أنها نزلت في صُهيب بن سنان اشترى نفسه من المشركين بماله كله ، ولحق بالمسلمين ، وهذا قول عكرمة .