Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 267-269)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : يعني به الذهب والفضة ، وهو قول عليّ عليه السلام . والثاني : يعني التجارة ، قاله مجاهد . والثالث : الحلال . والرابع : الجيد . { وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ } من الزرع والثمار . وفي الكسب وجهان محتملان : أحدهما : ما حدث من المال المستفاد . والثاني : ما استقر عليه المِلك من قديم وحادث . واختلفوا في هذه النفقة على قولين : أحدهما : هي الزكاة المفروضة قاله عبيدة السلماني . والثاني : هي في التطوع ، قاله بعض المتكلمين . { وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ } التيمم : التعمد ، قال الخليل : تقول أَمَمْتُه إذا قصدت أَمَامَه ، ويَمَّمْتُه إذا تعمدته من أي جهة كان ، وقال غيره : هما سواء ، والخبيث : الرديء من كل شيء ، وفيه هنا قولان : أحدهما : أنهم كانوا يأتون بالحشف فيدخلونه في تمر الصدقة ، فنزلت هذه الآية ، وهو قول عليٍّ ، والبراء بن عازب . والثاني : أن الخبيث هو الحرام ، قاله ابن زيد . { وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : إلا أن تتساهلوا ، وهو قول البراء بن عازب . والثاني : إلا أن تحطوا في الثمن ، قاله ابن عباس . والثالث : إلا بوكس فكيف تعطونه في الصدقة قاله الزجاج . والرابع : إلا أن ترخصوا لأنفسكم فيه ، قاله السدي ، وقال الطِّرِمّاح : @ لم يفتنا بالوِتر قوم وللضيْـ ـم رجال يرضون بالإغماضِ @@ قوله عز وجل : { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ } وهو ما خوّف من الفقر إن أنفق أو تصدق . { وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ } يحتمل وجهين : أحدهما : بالشح . والثاني : بالمعاصي . { وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ } يحتمل وجهين : أحدهما : … لكم . والثاني : عفواً لكم . { وَفَضْلاً } يحتمل وجهين : أحدهما : سعة الرزق . والثاني : مضاعفة العذاب . { وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } رُوِيَ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ لِلشَّيطَانِ لَمَّةً مِن ابن آدَم ، وَلِلْمَلَكِ لَمَّةً ، فَأَمَّا لَمَّةُ الشَّيطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ ، وَأَمَّا لَمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالْخَيرِ وَتَصْدِيقٌ بِالحَقِّ ، فَمَنْ وَجَدَ ذَلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللهِ وَلْيَحْمِدِ اللهَ ، وَمَنْ وَجَدَ الأخَرَ فَلْيَتَعَوَّذ بِاللهِ " . ثم تلا هذه الآية . قوله تعالى : { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ } في الحكمة سبعة تأويلات : أحدها : الفقه في القرآن ، قاله ابن عباس . والثاني : العلم بالدين ، قاله ابن زيد . والثالث : النبوّة . والرابع : الخشية ، قاله الربيع . والخامس : الإصابة ، قاله ابن أبي نجيح عن مجاهد . والسادس : الكتابة ، قاله مجاهد . والسابع : العقل ، قاله زيد بن أسلم . ويحتمل ثامناً : أن تكون الحكمة هنا صلاح الدين وإصلاح الدنيا .