Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 272-274)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ } قيل هم فقراء المهاجرين ، وفي أحصروا أربعة أقاويل : أحدها : أنهم منعوا أنفسهم من التصرف للمعاش خوف العدو من الكفار ، قاله قتادة ، وابن زيد . والثاني : منعهم الكفار بالخوف منهم ، قاله السدي . والثالث : منعهم الفقر من الجهاد . والرابع : منعهم التشاغل بالجهاد عن طلب المعاش . { لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ } فيه قولان : أحدهما : يعني تصرفاً ، قاله ابن زيد . والثاني : يعني تجارة ، قاله قتادة ، والسدي . { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ } يعني من قلة خبرته بهم ، ومن التعفف : يعني من التقنع والعفة والقناعة . { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } السمة : العلامة ، وفي المارد بِهَا هُنَا قولان : أحدهما : الخشوع ، قاله مجاهد . والثاني : الفقر ، قاله السدي . { لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً } فيه وجهان : أحدهما : أن يسأل وله كفاية . والثاني : أنه الاشتمال بالمسألة ، ومنه اشتق اسم اللحاف . فإن قيل : فهل كانوا يسألون غير إلحاف ؟ قيل : لا ؛ لأنهم كانوا أغنياء من التعفف ، وإنما تقدير الكلام لا يسألون فيكون سؤالهم إلحافاً . قال ابن عباس في أهل الصُفَّة من المهاجرين : لم يكن لهم بالمدينة منازل ولا عشائر وكانوا نحو أربعمائة . قوله عز وجل : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } اختلفوا في سبب نزولها على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها نزلت في عليٍّ كرم الله وجهه ، كانت معه أربعة دراهم فأنفقها على أهل الصفّة ، أنفق في سواد الليل درهماً ، وفي وضح النهار درهماً ، وسراً درهماً ، وعلانية درهماً ، قاله ابن عباس . والثاني : أنها نزلت في النفقة على الخيل في سبيل الله لأنهم ينفقون بالليل والنهار سِرّاً وعلانية ، قاله أبو ذر ، والأوزاعي . والثالث : أنها نزلت في كل مَنْ أنفق ماله في طاعة الله . ويحتمل رابعاً : أنها خاصة في إباحة الارتفاق بالزروع والثمار ، لأنه يرتفق بها كل مار في ليل أو نهار ، في سر وعلانية ، فكانت أعم لأنها تؤخذ عن الإرادة وتوافق قدر الحاجة .