Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 49-52)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أعطى كل شيء زوجه من جنسه ، ثم هداه لنكاحه ، قاله ابن عباس والسدي . الثاني : أعطى كل شيء صورته ، ثم هداه إلى معيشته ومطعمه ومشربه ، قاله مجاهد قال الشاعر : @ وله في كل شيء خلقهُ وكذلك الله ما شاء فعل @@ يعني بالخلقة الصورة . الثالث : أعطى كلاً ما يصلحه ، ثم هداه له ، قاله قتادة . ويحتمل رابعاً : أعطى كل شيءٍ ما ألهمه من علم أو صناعة وهداه إلى معرفته . قوله تعالى : { فَمَا بَالُ الْقُرونِ الأَُولَى } وهي جمع قرن ، والقرن أهل كل عصر مأخوذ من قرانهم فيه . وقال الزجاج : القرن أهل كل عصر وفيه نبي أو طبقة عالية في العلم ، فجعله من اقتران أهل العصر بأهل العلم ، فإذا كان زمان فيه فترة وغلبة جهل لم يكن قرناً . واختلف في سؤال فرعون عن القرون على أربعة أوجه : أحدها : أنه سأله عنها فيما دعاه إليه من الإيمان ، هل كانوا على مثل ما يدعو إليه أو بخلافه . الثاني : أنه قال ذلك له قطعاً للاستدعاء ودفعاً عن الجواب . الثالث : أنه سأله عن ذنبهم ومجازاتهم . الرابع : أنه لما دعاه إلى الإِقرار بالبعث قال : ما بال القرون الأولى لم تبعث . { قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي } فرد موسى علم ذلك إلى ربه . { فِي كِتَابٍ } { لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } أي لم يجعل علم ذلك في كتاب لأنه يضل أو ينسى . ويحتمل إثباته في الكتاب وجهين : أحدهما : أن يكون له فضلاً له وحكماً به . الثاني : ليعلم به ملائكته في وقته . وفي قوله : { لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } وجهان : أحدهما : لا يخطىء فيه ولا يتركه . الثاني : لا يضل الكتاب عن ربي ، ولا ينسى ربي ما في الكتاب ، قاله ابن عباس . قال مقاتل : ولم يكن في ذلك [ الوقت ] عند موسى علم القرون الأولى ، لأنه علمها من التوراة ، ولم تنزل عليه إلا بعد هلاك فرعون وغرقه .