Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 83-89)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { غَضْبَانَ أَسِفاً } فيه خمسة أوجه : أحدها : أن الأسف أشد الغضب . الثاني : الحزين ، قاله ابن عباس ، وقتادة ، والسدي . الثالث : أنه الجزع ، قاله مجاهد . الرابع : أنه المتندم . الخامس : أنه المتحسِّر . قوله تعالى : { أَلَمْ يَعِدُكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حسناً } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه وعدكم النصر والظفر . الثاني : أنه قوله : { وِإِنِّي لَغَفَّارٌ } الآية . الثالث : التوراة فيها هدى ونور ليعملواْ بما فيها فيستحقواْ ثواب عملهم . الرابع : أنه ما وعدهم به في الآخرة على التمسك بدينه في الدنيا ، قاله الحسن . وفي قوله تعالى : { فَأَخَلَفْتُم مَّوْعِدِي } وجهان : أحدهما : أنه وعدهم على أثره للميقات فتوقفوا . { قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : بطاقتنا ، قاله قتادة والسدي . الثاني : لم نملك أنفسنا عند ذلك للبلية التي وقعت بنا ، قاله ابن زيد . الثالث : لم يملك المؤمنون منع السفهاء من ذلك والموعد الذي أخلفوه أن وعدهم أربعين فعدّوا الأربعين عشرين يوماً ليلة وظنوا أنهم قد استكملوا الميعاد ، وأسعدهم السامري أنهم قد استكملوه . { وَلْكِنَّا حُمِّلْنآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ } أي حملنا من حلي آل فرعون ، لأن موسى أمرهم أن يستعيروا من حليهم ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي . وقيل : جعِلت حملاً . والأوزار : الأثقال ، فاحتمل ذلك على وجهين : أحدهما : أن يراد بها أثقال الذنوب لأنهم قد كان عندهم غلول . الثاني : أن يراد أثقال الحمل لأنه أثقلهم وأثقل أرجلهم . قوله تعالى : { فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ } الآية . قال قتادة . أن السامري قال لهم حين استبطأ القومُ موسى : إنما احتبس عليكم من أجل ما عندكم من الحلي ، فجمعوه ورفعوه للسامري ، فصاغ منه عجلاً ، ثم ألقى عليه قبضة قبضها من أثر الرسول وهو جبريل ، وقال معمر : الفرس الذي كان عليه جبريل هو الحياة فلما ألقى القبضة عيه صار عجلاً جَسَداً له خوار . والخوار صوت الثور ، وفيه قولان : أحدهما : أنه صوت حياة خلقه ، لأن العجل المُصَاغُ انقلب بالقبضة التي من أثر الرسول فصار حيواناً حياً ، قاله الحسن ، وقتادة ، والسدي ، وقال ابن عباس : خار العجل خورة واحدة لم يتبعها مثلها . الثاني : أن خواره وصوته كان بالريح ، لأنه عمل فيه خروقاً فإذا دخلت الريح فيه خار ولم يكن فيه حياة ، قاله مجاهد . { فقالوا هذا إلهكم وإله موسى } يعني أن السامري قال لقوم موسى بعد فراغه من العجل : هذا إلهكم وإله موسى ، يعني ليسرعوا إلى عبادته . { فَنَسِيَ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : فنسي السامري إسلامه وإيمانه ، قاله ابن عباس . الثاني : فنسي السامري قال لهم : قد نسي موسى إلهه عندكم ، قاله قتادة ، والضحاك . الثالث : فنسي أن قومه لا يصدقونه في عبادة عجل لا يضر ولا ينفع ، قاله ابن بحر . الرابع : أن موسى نسي أن قومه قد عبدوه العجل بعده ، قاله مجاهد . { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً } يعني أفلا يرى بنو إسرائيل أن العجل الذي عبدوه لا يرد عليهم جواباً . { وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً } ؟ فكيف يكون إِلهاً . قال مقاتل : لما مضى من موعد موسى خمسة وثلاثون يوماً أمر السامري بني إسرائيل أن يجمعواْ ما استعاروه من حلي آل فرعون ، وصاغه عجلاً في السادس والثلاثين والسابع والثامن ودعاهم إلى عبادة العجل في التاسع فأجابوه ، وجاءهم موسى بعد استكمال الأربعين .