Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 1-6)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } أي اقترب منهم ، وفيه قولان : أحدهما : قرب وقت عذابهم ، يعني أهل مكة ، لأنهم استبطؤواْ ما وُعِدواْ به من العذاب تكذيباً ، فكان قتلهم يوم بدر ، قاله الضحاك . الثاني : قرب وقت حسابهم وهو قيام الساعة . وفي قربه وجهان : أحدهما : لا بُد آت ، وكل آت قريب . الثاني : لأن الزمان لكثرة ما مضى وقلة ما بقي قريب . { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة . الثاني : في غفلة بالضلال ، معرضون عن الهدى . قوله تعالى : { مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ } التنزيل مبتدأ التلاوة لنزوله سورة بعد سورة . وآية بعد آية ، كما كان ينزله الله عليه في وقت بعد وقت . { إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ } أي استمعوا تنزيله فتركوا قبوله . { وَهُمْ يَلْعَبُونَ } فيه وجهان : أحدهما : أي يلهون . الثاني : يشتغلون . فإن حمل تأويله على اللهو احتمل ما يلهون به وجهين : أحدهما : بلذاتهم . الثاني : بسماع ما يتلى عليهم . وإن حمل تأويله على الشغل احتمل ما يشتغلون به وجهين : أحدهما : بالدنيا ، لأنها لعب كما قال تعالى : { إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } [ الحديد : 20 ] . الثاني : يتشاغلون بالقَدْحِ فيه والاعتراض عليه . قال الحسن : كلما جدد لهم الذكر استمروا على الجهل . قوله عز وجل : { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : يعني غافله باللهو عن الذكر ، قاله قتادة . الثاني : مشغلة بالباطل عن الحق ، قاله ابن شجرة ، ومنه قول امرىء القيس : @ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محوِلِ @@ أي شغلتها عن ولدها . ولبعض أصحاب الخواطر وجه ثالث : أنها غافلة عما يراد بها ومنها . { وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ } فيه وجهان : أحدهما : ذكره ابن كامل أنهم أخفوا كلامهم الذي يتناجون به ، قاله الكلبي . الثاني : يعني أنهم أظهروه وأعلنوه ، وأسروا من الأضداد المستعملة وإن كان الأظهر في حقيقتها أن تستعمل في الإِخفاء دون الإِظهار إلا بدليل . { هَلْ هَذَآ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } إنكاراً منهم لتميزه عنهم بالنبوة . { أَفَتأتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } ويحتمل وجهين : أحدهما : أفتقبلون السحر وأنتم تعلمون أنه سحر . الثاني : أفتعدلون إلى الباطل وأنتم تعرفون الحق . قوله تعالى : { بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أهاويل أحلام رآها في المنام ، قاله مجاهد . الثاني : تخاليط أحلام رآها في المنام ، قاله قتادة ، ومنه قول الشاعر : @ كضعث حلمٍ غُرَّ منه حالمه . @@ الثالث : أنه ما لم يكن له تأويل ، قاله اليزيدي . وفي الأحلام تأويلان : أحدهما : ما لم يكن له تأويل ولا تفسير ، قاله الأخفش . الثاني : إنها الرؤيا الكاذبة ، قاله ابن قتيبة ، ومنه قول الشاعر :