Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 30-33)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز جل : { أَنَّ السَّموَاتِ وَألأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين ففتق الله بينهما بالهواء ، قاله ابن عباس . الثاني : أن السموات كانت مرتتقة مطبقة ففتقها الله سبع سموات وكانت الأرض كذلك ففتقها سبع أرضين ، قاله مجاهد . الثالث : أن السموات كانت رتقاً لا تمطر ، والأرض كانت رتقاً لا تنبت ، ففتق السماء بالمطر ، والأرض بالنبات ، قاله عكرمة ، وعطية ، وابن زيد . والرتق سدُّ ، والفتق شق ، وهما ضدان ، قال عبد الرحمن بن حسان : @ يهون عليهم إذا يغضبو ن سخط العداة وإرغامُها ورتق الفتوق وفتق الرتو ق ونقض الأمور وإبرامها @@ { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن خلق كل شيء من الماء ، قاله قتادة . الثاني : حفظ حياة كل شيء حي بالماء ، قاله قتادة . الثالث : وجعلنا من ماء الصلب كل شيء حي ، قاله قطرب . { أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ } يعني أفلا يصدقون بما يشاهدون . قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ } والرواسي الجبال ، وفي تسميتها بذلك وجهان : أحدهما : لأنها رست في الأرض وثبتت ، قال الشاعر : @ رسا أصله تحت الثرى وسما به إلى النجم فرعٌ لا يزال طويل @@ الثاني : لأن الأرض بها رست وثبتت . وفي الرواسي من الجبال قولان : أحدهما : أنها الثوابت : قاله قطرب . الثاني : أنها الثقال قاله الكلبي . { أَن تَمِيدَ بِهِم } فيه وجهان : أحدهما : لئلا تزول بهم . الثاني : لئلا تضطرب بهم . الميد الاضطراب . { وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً } في الفجاج وجهان : أحدهما : أنها الأعلام التي يهتدى بها . الثاني : الفجاج جمع فج وهو الطريق الواسع بين جبلين . قال الكميت : @ تضيق بنا النجاح وهنّ فج ونجهل ماءها السلم الدفينا @@ { لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } فيه وجهان : أحدهما : سبل الاعتبار ليهتدوا بالاعتبار بها إلى دينهم . الثاني : مسالك ليهتدوا بها إلى طرق بلادهم . قوله تعالى : { وَجَعَلْنَا السَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : محفوظاً من أن تسقط على الأرض . الثاني : محفوظاً من الشياطين ، قاله الفراء . الثالث : بمعنى مرفوعاً ، قاله مجاهد . ويحتمل رابعاً : محفوظاً من الشرك والمعاصي . قوله عز وجل : { وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ والْقَمَرَ كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } فيه قولان : أحدهما : أن الفلك السماء ، قاله السدي . الثاني : أن القطب المستدير الدائر بما فيه من الشمس والقمر والنجوم ومنه سميت فلكة المغزل لاستدارتها ، قال الشاعر : @ باتت تقاسي الفلك الدّوار حتى الصباح تعمل الأقتار @@ وفي استدارة الفلك قولان : أحدهما : أنه كدوران الأكرة . الثاني : كدوران الرحى قاله الحسن ، وابن جريج . واختلف في الفلك على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه السماء تدور بالشمس والقمر والنجوم . الثاني : أنه استدارة في السماء تدور فيها النجوم مع ثبوت السماء ، قاله قتادة . الثالث : أنها استدارة بين السماء والأرض تدور فيها النجوم ، قاله زيد بن أسلم . { يَسْبَحُونَ } وجهان : أحدهما : يجرون ، قاله مجاهد . الثاني : يدورون قاله ابن عباس ، فعلى الوجه الأول يكون الفلك مديرها ، وعلى الثاني تكون هي الدائرة في الفلك .