Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 42-46)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ } فيها ثلاثة أوجه : أحدها : يعني خالية من أهلها لهلاكها . والثاني : غائرة الماء . والثالث : معطلة من دلالتها وأرشيتها . { وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن المشيد الحصين وهو قول الكلبي ، ومنه قول امرىء القيس : @ وتيماء لم يترك بها جذع نخلةٍ ولا أطماً إلا مشيراً بجندل @@ والثاني : أن المشيد الرفيع ، وهو قول قتادة ، ومنه قول عدي بن زيد : @ شاده مرمراً وجلله كلـ سـاً فللطير في ذراه وُكورُ @@ والثالث : أن المشيد المجصص ، والشيد الجص ، وهو قول عكرمة ومجاهد ومنه قول الطرماح : @ كحية الماء بين الطين والشيد @@ وفي الكلام مضمر محذوف وتقديره : وقصر مشيد مثلها معطل ، وقيل إن القصر والبئر بحضرموت من أرض اليمن معروفان ، وقصرِ مشرف على قلة جبل ولا يرتقى إليه بحال ، والبئر في سفحه لا تقر الريح شيئاً سقط فيها إلا أخرجته ، وأصحاب القصور ملوك الحضر ، وأصحاب الآبار ملوك البوادي ، أي فأهلكنا هؤلاء وهؤلاء . قوله عز وجل : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا } هذا يدل على أمرين : على أن العقل علم ، ويدل على أن محله القلب . وفي قوله : { يَعْقِلُونَ بِهَا } وجهان : أحدهما : يعملون بها ، لأن الأعين تبصر والقلوب تصير . { أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } أي يفقهون بها ما سمعوه من أخبار القرون السالفة . { فَإنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدورِ } يحتمل عندي وجهين : أحدهما : أنها لا تعمى الأبصار عن الهدى ولكن تعمى القلوب عن الاهتداء . والثاني : فإنها لا تعمى الأبصار عن الاعتبار ولكن تعمى القلوب عن الادّكار . قال مجاهد : لكل إنسان أربع أعين : عينان في رأسه لدنياه ، وعينان في قلبه لآخرته ، فإن عميت عينا رأسه وأبصرت عينا قلبه لم يضره عماه شيئاً ، وإن أبصرت عينا رأسه وعميت عينا قلبه لم ينفعه نظره شيئاً . قال قتادة : نزلت هذه الآية في ابن أم مكتوم الأعمى وهو عبد الله بن زائدة .