Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 77-78)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَجَاهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِِهِ } قال السدي : اعملوا لله حق عمله ، وقال الضحاك أن يطاع فلا يعصى ويُذْكر فلا يُنْسَى ويُشْكر فلا يُكْفَر . وهو مثل قوله تعالى : { اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } [ آل عمران : 102 ] . واختلف في نسخها على قولين : أحدهما : أنها منسوخة بقوله تعالى : { فَاتَقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [ التغابن : 16 ] . والثاني : أنها ثابتة الحكم لأن حق جهاده ما ارتفع معه الحرج ، روى سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خَيْرُ دِيْنِكُمْ أَيْسَرَهُ " . { هُوَ اجْتَبَاكُمْ } أي اختاركم لدينه . { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } يعني من ضيق ، وفيه خمسة أوجه : أحدها : أنه الخلاص من المعاصي بالتوبة . الثاني : المخرج من الأيمان بالكفارة . الثالث : أنه تقديم الأهلة وتأخيرها في الصوم والفطر والأضحى ، قاله ابن عباس . الرابع : أنه رخص السفر من القصر والفطر . الخامس : أنه عام لأنه ليس في دين الإٍسلام ما لا سبيل إلى الخلاص من المأثم فيه . { مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمُ } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه وسع عليكم في الدين كما وسع ملة أبيكم إبراهيم . الثاني : وافعلوا الخير كفعل أبيكم إبراهيم . الثالث : أن ملة إبراهيم وهي دينه لازمة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وداخلة في دينه . الرابع : أن علينا ولاية إبراهيم وليس يلزمنا أحكام دينه . { هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هذَا } فيه وجهان : أحدهما : أن الله سماكم المسلمين من قبل هذا القرآن وفي هذا القرآن ، قاله ابن عباس ومجاهد . الثاني : أن إبراهيم سماكم المسلمين ، قاله ابن زيد احتجاجاً بقوله تعالى : { ومن ذريتنا أمة مسلمة لك } [ البقرة : 128 ] . { لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ } فيه وجهان : أحدهما : ليكون الرسول شهيداً عليكم في إبلاغ رسالة ربه إليكم ، وتكونوا شهداء على الناس تُبَلِغُونَهُم رسالة ربهم كما بلغتم إليهم ما بلغه الرسول إليكم . الثاني : ليكون الرسول شهيداً عليكم بأعمالكم وتكونوا شهداء على الناس بأن رُسُلَهُم قد بَلَّغُوهم . { فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ } يعني المفروضة . { وَءَآتُواْ الزَّكَاةِ } يعنى الواجبة . { وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ } فيه وجهان : أحدهما : امتنعوا بالله ، وهو قول ابن شجرة . والثاني : معناه تمسّكوا بدين الله ، وهو قول الحسن . { هُوَ مَوْلاَكُمْ } فيه وجهان : أحدهما : مَالِكُكُم . الثاني : وليكم المتولي لأموركم . { فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصَيرُ } أي فنعم المولى حين لم يمنعكم الرزق لما عصيتموه ، ونعم النصير حين أعانكم لما أطعتموه .