Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 18-22)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَشَجَرةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنآءَ } هي شجر الزيتون ، وخصت بالذكر لكثرة منفعتها وقلة تعاهدها . وفي طور سيناء خمسة تأويلات : أحدها : أن سيناء البركة فكأنه قال جبل البركة ، قاله ابن عباس ، ومجاهد . الثاني : أنه الحسن المنظر ، قاله قتادة . الثالث : أنه الكثير الشجر ، قاله ابن عيسى . الرابع : أنه اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى ، قاله أبو عبيدة . الخامس : أنه المرتفع مأخوذ من النساء ، وهو الارتفاع فعلى هذا التأويل يكون اسماً عربياً وعلى ما تقدم من التأويلات يكون اسماً أعجمياً واختلف القائلون بأعجميته على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه سرياني ، قاله ابن عباس . الثاني : نبطي . الثالث : حبشي . { تَنْبُتْ بِالدُّهْنِ } اختلف في الدهن هنا على قولين : أحدهما : أن الدهن هنا المطر اللين ، قاله محمد بن درستويه ، ويكون دخول الباء تصحيحاً للكلام . الثاني : أنه الدهن المعروف أي بثمر الدهن . وعلى هذا اختلفوا في دخول الباء على وجهين : أحدهما : أنها زائدة وأنها تنبت الدهن ، قاله أبو عبيدة وأنشد : @ نضرب بالسيف ونرجو بالفرج @@ فكانت الباء في بالفرج زائدة كذلك في الدهن وهي قراءة ابن مسعود . الثاني : أن الباء أصل وليست بزائدة ، وقد قرىء تنبت بالدهن بفتح التاء الأولى إذا كانت التاء أصلاً ثابتاً . فإن كانت القراءة بضم التاء الأولى فمعناه تنبت وينبت بها الدهن ومعناهما إذا حقق متقارب وإن كان بينهما أدنى فرق . وقال الزجاج : معناه ينبت فيها الدهن ، وهذه عبرة : أن تشرب الماء وتخرج الدهن . { وَصِبْغٍ لِّلآكِلِينَ } أي إدام يصطبغ به الآكلون ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الزَّيتُ مِنْ شَجَرةٍ مُبَارَكَةٍ فَائْتَدِمُواْ بِهِ وَادَّهِنُوا " وقيل إن الصبغ ما يؤتدم به سوى اللحم .