Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 7-14)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَقَالُواْ مَا لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ } فيه وجهان : أحدهما : أنهم قالوا ذلك إزراء عليه أنه لما كان مثلهم محتاجاً إلى الطعام ومتبذلاً في الأسواق لم يجز أن يتميز عليهم بالرسالة ووجب أن يكون مثلهم في الحكم . الثاني : أنهم قالوا ذلك استزادة له في الحال كما زاد عليهم في الاختصاص فكان يجب ألاّ يحتاج إلى الطعام كالملائكة ، ولا يتبذل في الأسواق كالملوك . ومرادهم في كلا الوجهين فاسد من وجهين : أحدهما : أنه ليس يوجب اختصاصه بالمنزلة نقله عن موضع الخلقة لأمرين : أحدهما : أن كل جنس قد يتفاضل أهله في المنزلة ولا يقتضي تمييزهم في الخلقة كذلك حال من فضل في الرسالة . الثاني : أنه لو نقل عن موضوع الخلقة بتمييزه بالرسالة لصار من غير جنسهم ولما كان رسولاً منهم ، وذلك مما تنفر منه النفوس . وأما الوجه الثاني : فهو أن الرسالة لا تقتضي منعه من المشي في الأسواق لأمرين : أحدهما : أن هذا من أفعال الجبابرة وقد صان الله رسوله عن التجبر . الثاني : لحاجته لدعاء أهل الأسواق إلى نبوته ، ومشاهدة ما هم عليه من منكر يمنع منه ومعروف يقر عليه . { لَوْلآَ أُنزِلَ إِلَيهِ } الآية أي هلا أُنزل إليه { مَلَكٌ … } وفيه وجهان : أحدهما : أن يكون الملك دليلاً على صدقه . الثاني : أن يكون وزيراً له يرجع إلى رأيه . { أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ } فلا يكون فقيراً . { أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا } والجنة البستان فكأنهم استقلّوه لفقره . قال الحسن : والله ما زَوَاهَا عن نبيه إلا اختياراً ولا بسطها لغيره إلا اغتراراً ولوا ذاك لما أعاله . قوله : { وَقَالَ الظَّالِمُونَ } يعني مشركي قريش وقيل إنه عبد الله بن الزبعرى . { إِن تَبَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } فيه وجهان : أحدهما : سحر فزال عقله . الثاني : أي سَحَرَكُمْ فيما يقوله . قوله تعالى : { انظُرْ كَيفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ } يعني ما تقدم من قولهم . { فَضَلُّواْ } فيه وجهان : أحدهما : فضلواْ عن الحق في ضربها . الثاني : فناقضوا في ذكرها لأنهم قالوا افتراه ثم قالوا تملى عليه وهما متناقضان . { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : مخرجاً من الأمثال التي ضربوها ، قاله مجاهد . الثاني : سبيلاً إلى الطاعة لله ، قاله السدي . الثالث : سبيلاً إلى الخير ، قاله يحيى بن سلام . قوله تعالى : { وَإِذَا أُلْقُواْ مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً } قال عبد الله بن عمرو : إن جهنم لتضيق على الكافرين كضيق الزج على الرمح . { مُّقَرَّنِينَ } فيه وجهان : أحدهما : مُكَتَفِينَ ، قاله أبو صالح . الثاني : يقرن كل واحد منهم إلى شيطانه ، قاله يحيى بن سلام . { دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً } فيه ثلاثة أوجه : أحدهما : ويلاً ، قاله ابن عباس . الثاني : هلاكاً ، قاله الضحاك . الثالث : معناه وانصرافاه عن طاعة الله ، حكاه ابن عيسى وروي النبي صلى الله عليه السلام أنه قال : " أَوَّلُ مَن يَقُولُهُ إِبْلِيسُ "