Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 1-6)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : ببغيه في استعباد بني إسرائيل وقتل أولادهم ، قاله قتادة . الثاني : بكفره وادعاء الربوبية . الثالث : بملكه وسلطانه . وهذه الأرض أرض مصر لأن فرعون ملك مصر ، ولم يملك الأرض كلها ، ومصر تسمى الأرض ولذلك قيل لبعض نواحيها الصعيد . وفي علوه وجهان : أحدهما : هو لظهوره في غلبته . الثاني : كبره وتجبره . { وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً } أي فرقاً . قاله قتادة : فَرّق بين بني إسرائيل والقبط . { يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ } وهم بنو إسرائيل بالاستعباد بالأعمال القذرة . { يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ } قال السدي : إن فرعون رأى في المنام أن ناراً أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل فسأل علماء قومه عن تأويله ، فقالوا : يخرج من هذا البلد رجل يكون على يده هلاك مصر ، فأمر بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم ، وأسرع الموت في شيوخ بني إسرائيل فقال القبط لفرعون : إن شيوخ بني إسرائيل قد فنوا بالموت وصغارهم بالقتل فاستبقهم لعملنا وخدمتنا أن يستحيوا في عام ويقتلوا في عام فولد هارون في عام الاستحياء وموسى في عام القتل . وطال بفرعون العمر حتى حكى النقاش أنه عاش أربعمائة سنة وكان دميماً قصيراً . وكان أول من خضب بالسواد . وعاش موسى مائة وعشرين سنة . قوله : { وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ استُضْعِفُواْ فِي الأَرْضِ } فيهم قولان : أحدهما : بنو إسرائيل ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : يوسف وولده ، قاله علي رضي الله عنه . { وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمََّةً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : ولاة الأمر ، قاله قتادة . الثاني : قادة متبوعين ، قاله قتادة . الثالث : أنبياء لأن الأنبياء فيما بين موسى وعيسى كانوا من بني إسرائيل أولهم موسى وآخرهم عيسى وكان بينهما ألف نبي ، قاله الضحاك . { وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ } فيه قولان : أحدهما : أنهم بعد غرق فرعون سبَوا القبط فاستعبدوهم بعد أن كانوا عبيدهم فصاروا وارثين لهم ، قاله الضحاك . الثاني : أنهم المالكون لأرض فرعون التي كانوا فيها مستضعفين . والميراث زوال الملك عمن كان له إلى من صار إليه ، ومنه قول عمرو بن كلثوم :