Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 1-4)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { الم . أَحِسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوآ … } هذا لفظ استفهام أريد به التقرير والتوبيخ وفيه خمسة أقاويل : أحدها : معناه أظن الذين قالوا لا إله إلا الله أن يتركوا فلا يختبروا أصدقوا أم كذبوا . قاله الحسن . الثاني : أظن المؤمنون ألا يؤمروا ولا ينهوا ، قاله ابن بحر . الثالث : أظن المؤمنون ألا يؤذوا ويقتلوا . قاله الربيع بن أنس . وقال قتادة : نزلت في أناس من أهل مكة خرجوا للهجرة فعرض لهم المشركون فرجعوا فنزلت فيهم فلما سمعها خرجوا فقتل منهم من قتل وخلص من خلص فنزل فيهم { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا } الآية . الرابع : أنها نزلت في عمار بن ياسر ومن كان يعذب في الله بمكة ، قاله عبيد بن عمير . قال الضحاك : نزلت في عباس بن أبي ربيعة أسلم وكان أخا أبي جهل لأمه أخذه وعذبه على إسلامه حتى تلفظ بكلمة الشرك مكرهاً . الخامس : نزلت في قوم أسلموا قبل فرض الجهاد والزكاة فلما فرضا شق عليهم فنزل ذلك فيهم ، حكاه ابن أبي حاتم . وفي قوله : { … وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } وجهان : أحدهما : لا يسألون ، قاله مجاهد . الثاني : لا يختبرون في أموالهم وأنفسهم بالصبر على أوامر الله وعن نواهيه . قوله تعالى : { وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } فيه وجهان : أحدهما : بما افترضه عليهم . الثاني : بما ابتلاهم به . { فََيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ } فيه وجهان : أحدهما : فليظهرن الله لرسوله صدق الصادق ، قاله ابن شجرة . الثاني : فليميزن الله الذين صدقوا من الكاذبين ، قاله النقاش وذكر أن هذه الآية نزلت في مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أول قتيل من المسلمين يوم بدر قتله عامر ابن الحضرمي ، ويقال إنه أول من يدعى إلى الجنة من شهداء المسلمين وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر " سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ مهجع " . قوله تعالى : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ } قال قتادة : الشرك وزعم أنهم اليهود . { أَن يَسْبِقُونَا } فيه وجهان : أحدهما : أن يسبقوا ما كتبنا عليهم في محتوم القضاء . الثاني : أن يعجزونا حتى لا نقدر عليهم ، وهو معنى قول مجاهد . ويحتمل ثالثاً : أن يفوتونا حتى لا ندركهم . { سَآءَ مَا يَحْكُُمُونَ } فيه وجهان : أحدهما : ساء ما يظنون ، قاله ابن شجرة . الثاني : ساء ما يقضون لأنفسهم على أعدائهم ، قاله النقاش .